دخل تعبير جديد في مجال الاشارة إلى “ازمة الشرق الاوسط” التي استخدمت منذ ما بعد هزيمة 5 حزيران 1967 للإشارة إلى الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين وما حولها (صحراء سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية..) وبعض الجنوب اللبناني.
في البداية كان العنوان “قضية فلسطين” او “القضية المقدسة” فلما صارت مصر وسوريا ولبنان ضحايا للاحتلال الاسرائيلي، بهذه النسبة او تلك، تم تغييب فلسطين بقصد مقصود.. وبدل “القضية” بمعناها السامي تم استخدام كلمة “الازمة”، و”للقضية” أهل محددون وأرض بعينها، أما “الازمة” فلها اطراف متعددون يتساوى فيها أهل الارض والمحتل والعرب والاجانب بريطانيون (باعتبارهم بين مسببي ” النكبة” التي حلت محل القضية) وأميركيون (بوصفهم رعاة المشروع الاسرائيلي)، والسوفيات ومن ثم الروس (بوصفهم اول من اعترف بالكيان المستولد قيصرياً على حساب فلسطين وشعبها)..
اليوم، وبينما دولة العدو الاسرائيلي تحتفل بالذكرى السبعين لإقامتها بالقوة والقهر والدعم الدولي بعنوانه الاميركي والخيانة من الجانب العربي، يطرح تعبير “صفقة القرن” على المحاولة الاخطر والاشمل لتصفية القضية المقدسة، ومحو اسم فلسطين من الذاكرة بعد محوها من الخرائط والكتب المدرسية.
وفي “صفقة القرن” وتحت الرعاية الاميركية تتلاقى دول الجزيرة والخليج العربي (السعودية والامارات والبحرين وقطر) مع العدو الاسرائيلي، على عقد هذه الصفقة التي لن تغيب عنها مصر السيسي والمملكة الهاشمية في الاردن… وقد يترك هامش بسيط للسلطة التي لا سلطة لها في الضفة الغربية المرشحة لان تتقلص مساحتها بعد استيلاء العدو الاسرائيلي على القدس الشريف وبعض نواحي الضفة.
المشروع اسرائيلي برعاية اميركية وتمويل عربي.
… وهكذا نكون قد حررنا العرب من .. فلسطين!