مصطفى أديب رئيسا..لحكومتهم!
أمضيت بعض الوقت، اليوم، اتفرج على طوابير النواب وهم يدخلون القصر الجمهوري، في مشهد ديمقراطي إلى حد الخرافة، بزعم أنهم “سيختارون” رئيس الحكومة المقبلة.
كان “الاسم السري” قد وزع، قبل ذلك، على الكتل بزعاماتها. ومن لم يكن في كتلة فلا داع لإشراكه في المشاورات، فإذا كان لا بد من دعوته وسؤاله فإن جوابه معروف سلفاً، واستكمال الشكل لا يعني الأخذ بجوابه، فليقل ما شاء، وليسمي من شاء، لكن القرار متخذ، ولا بد من مراعاة شكليات الأصول.
أعرف أن كل ما أراه تمثيلية سبق أن قدمت مراراً وتكراراً دون أن تغير أو تبدل شيئاً في هذا “الوطن” الذي يستعصي على التغيير.. والأسماء المتداولة أشبه بأن تكون أسماء لدمى ليست شيئاً أو أحداً بحد ذاتها، ولكنها تشير إلى مصدر التسمية، الذي وزع الاسم فتبناه الجميع، من يعرفه ومن لا يعرف شيئا عنه.. المهم أن تقوم في البلد “حكومة” لتلقى عليها مسؤولية رفع الأنقاض واستئناف المسيرة نحو لبنان… الجديد!
لا بد من حكومة لاستكمال شكل الدولة. الأسماء غير مهمة، أما الشكل فمهم. في المساء سوف يصل الضيف الكبير، رئيس جمهورية الرعاية، فرنسا، ولا بد أن تكون في الغد حكومة..
اذن، هاتوا مصطفى أديب..
ولكن من هو مصطفى أديب؟
ليس مهماً من يكون. المهم أن يقبل..
للفضوليين نقول: إنه كان مدير مكتب، أو مساعد أو معين لنجيب ميقاتي حين كان رئيساً للحكومة.
هل سمعت ففهمت واقتنعت بأنه الرئيس المناسب للحكومة الجديدة التي سترفع أنقاض المدينة التي لا تموت: بيروت.. لتبني مدينة الغد لشباب الغد الذين سيجتهدون ويتعبون كثيراً قبل أن يتفقوا على إعادة بنائها أو ترميمها لاستحالة التفكير بمدينة أخرى…
فبيروت هي الأولى وهي الباقية، هي العاصمة مدينة المصارف والمخازن ودور اللهو، مدينة الخمارات وأندية القمار وسوق البغاء، مدينة الكنائس والمساجد، بحسب أو على مقاس الطوائف والمذاهب والأديان السرية..
إنها مدينة الكل واللا أحد..
مدينة جميع الأديان، حتى لو كان أتباعها من الكفرة،
مدينة كل السياسيين، حتى لو كانوا جميعهم من اللصوص، أو من محترفي اللعب بأوراق الآخرين.
إنها المدينة التي لا ترفض أحداً، ولا تكون الا لذاتها، ولكل من دخلها وتضرع إليها أن تقبله فقبلته، ومن رفضته يموت حزينا عند سورها..
هذه المدينة التي لا تموت تفتح أبوابها وسرايا الحكم فيها لسفير مغمور، لا يعرفه إلا من رشحه، وإلا من قبل ترشيحه فصار صاحب الدولة مصطفى أديب..
لمزيد من المعلومات يرجى الرجوع إلى آل ميقاتي في طرابلس فهم من قدموه إلى العالم.. وجاءوا به الآن لإنقاذ هذا الوطن الذي لا يموت.