رحل الأنيس المؤنس، الضاحك المضحك، الودود المحب للحياة وأبناء الحياة: معروف سويد.
يندر ان تلتقي بين العاملين في الحقل العام في مختلف انحاء المشرق العربي، من لا يعرف معروف سويد، ومن لا يتذكر ذلك الرجل الهادئ الذي يشيع الظرف حيثما جلس، والذي يعرف الكثير عن العديد من المسؤولين العرب، لا سيما مباذلهم، بل ان معروف سويد يمكن اعتباره بين »مكتشفي« الخليج العربي. فقد عرف الكثير من اهله قبل نصف قرن تقريباً، وكعادته في حفظ الود فقد حافظ على الصداقة والعلاقة والتواصل.
ومن موقعه في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ثم من خلال مشاركته في الوفد اللبناني الى منظمة العمل الدولية في جنيف، ومنظمة العمل العربي، كان قريبا من النقابات والنقابيين، وأسهم في العديد من الاجتماعات وفي إعداد أو مناقشة الكثير من الصيغ الضرورية لحماية حقوق العمال وضمانات العمل النقابي.
أما الوجه الآخر المتميز لمعروف سويد فهو انه احد افضل من روى، واحد افضل من كتب ما يمكن اعتباره من »أدب الرحلات«، مع ملاحظة ان البلاد كانت تتلخص عنده بأهلها وبملامح من عاداتهم الاجتماعية المفسرة لتاريخهم.
صديق الجميع، والرجل البلا خصوم، الودود، الطيب، الحاضر في كل محفل خير، المشيع الابتسامة والانس حيثما حل، والحافظ لصداقاته على امتداد العمر: رحل امس، مستبقيا ذكرى طيبة في نفوس كل من عرفوه، وما اكثرهم.
على امتداد اربعين عاماً او يزيد، ظل قلم معروف سويد اخضر… وظل يكتب ليوزع ما تيسر من مخزون فرحه بالحياة على الناس.
ومن أسف ان المرة الاولى التي نكتب عن معروف سويد الذي طالما كتب لنا وعنا هي المرة الاخيرة.
بحث
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
المقالات ذات الصلة
© 2024 جميع الحقوق محفوظة – طلال سلمان