قطريون بخير اما قطر

لا بد ان في الأمر سرù خطيرù من اسرار القصور العربية:
فلقد حققت صحيفة »الوطن« القطرية سبقù سياسيù محيِّرù، اذ كشفت، وهي التي يملكها ويصدرها بعض اقطاب السلطة، ان الاكثرية الساحقة من القطريين الطبيعيين معارضون بحدة للعلاقة غير الطبيعية والمستفزة مع اسرائيل،
ففي استطلاع للرأي، هو الاول من نوعه في هذه الامارة الصغيرة التي يتميز شعبها بالطيبة وبعروبة نقية لم يشوهها التلوث النفطي بعد، قال 98 في المئة انهم يعتبرون اسرائيل »العدو«، وانهم ما زالوا يرونها »مغتصبة للحقوق العربية«.
شمل الاستطلاع 600 مواطن قطري، ونشرت نتائجه، امس، صحيفة »الوطن« التي يرئس مجلس ادارتها وزير خارجية قطر وحامل مفاتيح »البوابة الاسرائيلية« الشيخ حمد بن جاسم بن جبر.
وفي الاستطلاع، اعرب 69 في المئة عن معارضتهم لاقامة علاقات مع اسرائيل، واكد 58 في المئة ان العرب لن يستفيدوا شيئù من »السلام«، مقابل 10 في المئة قالوا بالعكس، وجهر 65 في المئة باعتراضهم على فتح سفارة اسرائيلية في الدوحة!
الشعب بخير، اذن،
وشمعون بيريز الذي يزور قطر اليوم هو »العدو«، بغير مواربة.
لماذا الزيارة اذن؟!
او لماذا الاستطلاع الذي كشف حقيقة يحرص الحكام عادة على اخفائها؟
هل يتباهى »الوزير« بأنه يسبح عكس التيار، ام يتباهى رئيس مجلس الادارة للصحيفة بانه يمارس الديموقراطية في وجه »وزيره« فيكشف حجم الاعتراض الشعبي على سياسته؟!
وما هي مصلحةالحكم في الدوحة في ان يعتمد سياسة مرفوضة من شعبه؟!
هل هذا لتقديم العذر، باظهار حجم الضغوط عليه؟! وممن تجيء هذه الضغوط؟!
وهل يفترض انه بمثل هذا السلاح الفاسد ينتصر على خصمه في البحرين او يصمد في وجه الطامع في احتوائه في السعودية؟!
القطريون بخير، اذن،
اما قطر فليحمها الله من سياسة تفتح الباب للقاتل بحجة الخوف من اصحاب النوايا السيئة،
والحكم على الاعمال المنجزة وليس على النوايا المضمرة.
اما الحاكم العاقل فهو القادر على التمييز.