تتكشف، يوماً بعد يوم، المزيد من الحقائق عن عجز هذا النظام الفريد في لبنان الذي ضربته الشيخوخة فضلاً عن عدائه للإرادة الشعبية.
انه نظام طوائفي، وبالتالي فهو ظالم بالضرورة لأنه يلغي الانسان وحقوقه الطبيعية في وطنه..
انه لا يتعامل مع “رعاياه” كمواطنين، بل يفرض عليهم أن يسجنوا أنفسهم داخل طوائفهم ليتعامل مع قياداتهم الطوائفية، لاغياً حقوقهم فيه كأبنائه، هادراً كراماتهم الشخصية وأهليتهم العلمية.
يمكن أن نضيف الآن إلى اسباب عجز النظام أن “اقطابه” ممن يشغلون المواقع الممتازة قد تجاوز بعضهم الثمانين بسنوات، في حين أن بعضهم الآخر قد بلغها او انه يقترب منها، مصراً على انه في ريعان الشباب..
ويتهامس بعض الدبلوماسيين الأجانب بما وقع لهم مع كبار من اهل الحكم… فهناك من كان يستعد للذهاب إلى موعد خاص مع “كبير” مفخم، ففوجئ في اللحظة الاخيرة بإرجاء موعده إلى المساء، لأسباب طارئة… وفي الموعد المسائي فوجئ الوفد بأن اللقاء لم يستغرق اكثر من ثلاث دقائق، من دون الدخول في اسبابه مع اعتذار رقيق مبعثه حاجة صاحب الموعد إلى الراحة..
كذلك فان بعض كبار المسؤولين “ينسون” احياناً، سبب استدعاء بعض السفراء او الوزراء، ويستمهلون لطلب مدير المكتب لكي يذكرهم بأسباب اللقاء..
اما حول الاوضاع الاقتصادية، وبالتحديد وضع الخزينة، فان كبار المسؤولين قد ضربوا الرقم القياسي في “الزعبرة”، واطلاق الارقام عشوائياً، سواء في ما يتصل بالدخل الوطني او بالإنفاق او بتجديد العجز، والاهم: بمصادر تغطيته..
ويقول بعض الخبراء في الاقتصاد أن هذه السنة ستكون قاسية جداً، في ما يتصل بعجز الخزينة والقدرة على تغطيته، اما السنوات المقبلة فسوف تكون اقسى، والعلم في امور تغطية العجز عند الله!
لكن المسؤولين يعتمدون دائماً على القضاء والقدر، مع التذكير بأن لبنان بنظامه الفريد ولادة معجزات!