عندما يختلف “اللاعبون الكبار” في النظام الفريد في هذا الكيان الذي لا شبيه له، يتراجعون ليتلاقوا عند “وجيه” لواحد من الناس، قد يكون أستاذاً جامعياً، كما حسان دياب، أو سفيراً في الخارج مثل المرشح لرئاسة الحكومة الآن، مصطفى أديب، السفير في ألمانيا، إبن طرابلس والذي اختار “لإكمال دينه” زوجة فرنسية.. وجه إليها الرئيس الفرنسي ماكرون التحية خلال زيارته الثانية إلى بيروت، والتي وقعت بعد تسمية مصطفى أديب لرئاسة الحكومة الجديدة في لبنان.
حققت طرابلس سبقاً جديداً في أعداد رؤساء الحكومات من أبنائها: من عبد الحميد كرامي إلى رشيد كرامي، فإلى عمر كرامي، ومن نجيب ميقاتي إلى مدير مكتبه السابق والسفير في ألمانيا الآن مصطفى أديب.
…لكن هذا لم يرفع عنها الإهمال، ولم يحسّن أحوال الناس فيها، هم الذين تعودوا على “الفرنك” كعملة، وأسعار الحاجيات تدفع بالفرنكات: عشرين فرنك، أربعين فرنك إلخ..
من المؤكد أن مصطفى أديب سعيد الآن بلقب “دولة الرئيس” الذي سيغدو من حقه، مزيلاً لقب “سعادة السفير” من طريقه وإن كان من الصعب على ميقاتي والحريري وسلام أن ينادوه بلقبه الجديد..
ومن المؤكد أن “دولة الرئيس” سيخوض التجربة الجديدة بهمة الشباب، وبالرغبة في إنجاز ما عجز الآخرون عن تحقيقه، وسيؤكد أنه جدير باللقب السامي الذي كان يراه بعيداً فلا يتخيل وصوله إليه ثم فوجئ به يهبط عليه بينما هو يقضي إجازته العائلية متنقلاً بين “الفيحاء” وأم العواصم، “باريس”.
لقد نال مصطفى أديب شيئاً من التدريب على يدي نجيب ميقاتي، وقسطاً منه من خلال زوار “دولة الرئيس” سواء في حوار معه أو من خلال استماعه إلى مطالبهم منه..
يستذكر مصطفى أديب أيامه مع “الميقاتين” نجيب وولي الأمر طه، الذي يتكلم بالإشارة، فإذا اضطر إلى الترجمة لجأ إلى العينين، فإذا لم يفهم الطالب عمد طه إلى هز رأسه مستغفراً الله عما تقدم من ذنوبه وما تأخر.
إلى أين من هنا يا مصطفى أديب؟
تجنب أن تكرر تجربة سابقك في هذا الموقع الفخم: حسان دياب .. وتذكر أنك عابر، مجرد عابر فالموقع مكتوب لغيرك وإن احتاج أن يشغله “وكيل بين وقت وآخر”.. حتى إذا ما حاول التصرف وكأنه “أصيل” انزلق من فوق الكرسي.. عائداً إلى السفارة في ألمانيا وإلى بيت الطاعة في فرنسا.. فرئاسة الحكومة لأصحاب الجاه الموروث (الصلح، اليافي، سلام.. ثم الحريري القادم من السعودية بالخيل والليل والصحراء تعرفه والشمس والقمر..)
أما انت يا أديب فقد نلت ترقية سامية: جعلوك قائماً بالأعمال.. (والأعمال هنا هي تلك التي لا يريدونها أو لا يقدرون على حمل أعبائها). سيرتاحون، ولسوف تتعب.. فإذا ما استعادوا أنفاسهم وجاءوا إليك يسألونك:.. وماذا تفعل هنا. لقد انتهت إجازتنا أو انتفت الحاجة اليك، فشكراً على وقتك.. وخلينا نشوفك.
في انتظار الثالث بعد دياب وأديب.. وبين زيارتين للرئيس الفرنسي ماكرون الذي وعدنا بزيارة ثالثة، نرجو أن تتم من دون تبديل في المواقع… إلا بإذنه تعالى! إنه سميع مجيب.