في بيروت، عاصمة الدنيا، كما يقول العرب المحرومون من حق الكلام، ولبنان الاخضر، وخضرا يا بلادي خضرا. ومطرب الوجدان وديع الصافي، يكاد يختفي اللون الاخضر، لولا حرج بيروت، وبعض الاشجار غير المثمرة على جوانب الطرق العريضة لكي تتسع لسباق السيارات المتجهة إلى بيوت أصحابها.. او بيوت العشيقات.
بقيت بقع خضراء قليلة تنزوي بين البنايات العالية خوفاً من مناشير اعداء الخضرة وسمات الجمال في “ست الدنيا يا بيروت”..
بين هذه البقع، يقع نادي الغولف على الحدود بين المدينة المتوحشة ومطارها، الذي تقصده العائلات مع اطفالها، فيلعب الرجال بعصيهم الانيقة بالكرة التي تقصد تلك الحفر الصغيرة في قلب المرج الأخضر، ويتنافسون على من يُدخل كرات أكثر في الحفرات.
هذا النادي العريق (تأسس 1963) والذي لا يُزعج زبائنه احداً، لأنهم لا يصرخون فرحاً حين تسقط الكرة في الحفر الصغيرة، بل يرفع الفائز عصاه اعلاناً بنجاحه، ثم يكمل اللعب.
ملعب الغولف الذي يقع بين المبنى الجديد للسفارة الايرانية وثكنة الجيش القائمة هناك، مهدد الآن بالمصادرة و.. الاعدام!
ولقد تدخل المتدخلون وتعددت الوساطات والشفاعات لكن بعض البلديات التي يقع الملعب في نطاقها ما زالت مصرة على اقفاله.
وعنا لأمر السفارة الايرانية التي يقوم مبناها الفخم الجديد والمتمدد على حدود ملعب الغولف بينما تقوم ثكنة للجيش على التخم الثاني.