أيها الشهداء الذين نزفوا دماء الوطن على امتداد ثلاث سنوات وأكثر..
أيها العسكريون الذين كاد الجميع ينسونهم، لا سيما كبار المسؤولين مدنيين وقيادات عسكرية وأجهزة امنية، لولا أن اهلكم قد حولوا الفجيعة الشخصية بفقدانكم إلى كارثة وطنية تطاول المسؤولية عنها قادة كبار ومسؤولون مفخمون ومدولون ومعللون.
أيها العسكريون الذين أنكرت عليهم الشهادة، وكاد البعض يشكك في وطنيتهم تخففا من المسؤولية عن مصيركم..
أيها الابطال الذين أنكرهم الجميع، وكاد ينساهم الجميع، لولا صمود اهلكم بوجوههم التي غطاها سواد الحزن فغيب عنها الابتسامة، وأكسبها ملامح القضاة والديانين الذين لا يمارون في الحق ولا تجوز عليهم الخديعة والوعود الكاذبة والتعهدات المرائية..
أيها الرجال والنساء ـ اهالي الشهداء الذين شرفوا وطنهم، وكشفوا الطبقة السياسية التي تتحكم فيه فتلغي القيم التي تكسب الحياة معناها: الشرف، الصدق، التضحية، حب الوطن حتى افتدائه بالحياة، حب الاهل حتى التضحية بالروح..
تحية لكم وقد آن لكم أن ترتاحوا في اعماق احزانكم المريمية بعدما تأكدتم ـ بالدليل المفجع ـ أن ابناءكم قد استقروا شهداء عند ربهم يرزقون.
ان لبنان معكم في احزانكم اليعقوبية التي قد يخفف منها النصر البهي على عصابات الارهاب التي كادت تذهب بالوطن جميعاً، والتي حاولت اغتيال الدولة باغتيال ابنائكم.
لهم الشهادة ولكم النصر، والعزاء في الوطن.