الحكم في لبنان، العاجز عن تشكيل حكومة جديدة منذ ثمانية أشهر، عاتب على الطقس الذي “يباغته” بالمطر، معززاً هذه السنة بكميات محترمة من الثلوج.
لا حكومة منذ ثمانية اشهر ونيف.. فهمنا!
لا مجلس نواب يمارس دوره في التشريع والرقابة، فهمنا!
لا ادارات حكومية تعمل بطاقتها الطبيعية لأسباب عدة، يتصل بعضها بتدني الرواتب مقارنة بمتطلبات الحياة.. فهمنا ايضاً!
البطالة ضاربة اطنابها في البلاد.. وكل دورة جديدة لاختيار عناصر جديدة في الاجهزة الامنية (جيش، قوى أمن داخلي، امن عام، جمارك الخ).. يتقدم اليها الآلاف من الشبان الطامحين، العاجزين عن اكمال الدراسات العليا، كما عن السفر إلى الخارج ملتحقين بمن سبقهم .. إلى المجهول.
وأبواب المطار مشرعة امام الشباب المؤهل المضطر للهرب من بلده الذي لا يمنحه فرصة للعمل والانتاج فيه..
أغنياء العرب بالنفط والغاز لم يعودوا ينبهرون ببيروت، عاصمة الفكر والثقافة والصحافة، ولا بالمصايف الجميلة في جمال لبنان، بعدما عرفوا سويسرا وفرنسا وبريطانيا وروسيا وسائر اوروبا، فضلاً عن الاميركيتين، وهكذا فانهم باتوا يقصدون الاجمل والارخص.. والأنظف!
كانوا يجيئون إلى بلد المتعة والترفيه بعاصمته الاممية، لكنهم الآن يجدون صور شهداء المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي وعصابات “داعش” والتدخل الاميركي في كل ارض العرب وكل ما يتصل بمصيرهم.. وهم هاربون من هذه الافكار والقيم السامية والطموح إلى التغيير، لان ذلك “محرم” عليهم في بلادهم أن يتناولوه بأحاديتهم او يذهبون اليه ولو بالتمني!
اليوم ، لا يجئ عرب الصحراء الذين يخافون الثلج،
…ولا يجيء عرب الصحراء الذين كانوا يحبون بيروت الندوة الفكرية ـ الثقافية والشارع حامل رايات الوحدة وتحرير فلسطين.
أما اليوم فالشارع مسدود بالتظاهرات والمجلس النيابي مقفل، والحكومة في المجهول والثلج يسد الطرقات، والحياة صعبة على ابناء البلاد.. فكيف بالوافد.. للراحة والمتعة!