أسقط المتظاهرون جميع أهل السلطة، بدءاً برئيس الجمهورية مروراً بصهره الذي لا شبيه له، الى رئيس المجلس النيابي الى الحكومة بوزرائها كافة، الى النواب من دون استثناء، الى رؤساء مجالس الادارة في المؤسسات التي ابتدعت لتخدم مصالح الزعماء ونسائهم وبناتهم وأصهارهم جميعاً.
كان الجمهور عادلاً فلم يستثنِ واحداً من “الكبار”، ووجه الى جميعهم اتهامات قاسية، وشتائم مقذعة.
“كلهم، يعني كلهم”: هذا هو الشعار.
.. وحين هاجم بعض أنصار هؤلاء القادة المطهمين تعالت أصوات الاستنكار والشجب، مصحوبة ببعض الشتائم والسباب.
سقط الجميع في امتحان “الشعبية” و”احترام” القاب الفخامة والدولة والدولة مكرر (الأولى لرئيس مجلس النواب والثانية لرئيس مجلس الوزراء)، ومعها أصحاب المعالي والسعادة..
ها هو صوت الذين لا صوت لهم يلعلع في الفضاء المفتوح: كلهم يعني كلهم.
*
تمر الأيام ولا يتعب المتظاهرون الذين ملأوا الساحات في المدن جميعاً:
بيروت، طرابلس، صيدا، صور، حاصبيا، جونية، جبيل، البترون، وصولاً الى عكار بعاصمتها حلبا وحتى الحدود مع سوريا.. وبلدات جبل عامل حتى الحدود مع فلسطين المحتلة، التي طالما كانت مصدر خير للعامليين قبل الاحتلال الاسرائيلي.
تمر الأيام ويتساقط رموز النظام جميعاً، بالرؤساء والوزراء والنواب ورؤساء مجالس ادارات المؤسسات التي انشئ بعضها بلا مبرر، والتي انشئ بعضها الآخر إرضاء لهذا “الزعيم” أو ذاك..
لن يتعب المتظاهرون الذين غمروا بحيويتهم ومطالبهم وصرخات غضبهم أنحاء لبنان كافة، وان كانوا قد منعوا من الوصول الى مقار الرئاسات، ومنعوا أنفسهم من اقتحام بيوت الوزراء والنواب والذين جنوا الثروات الحرام وسرقوا عرق جباه الناس، كل الناس الذين لولاهم لما بقي لنا وطن..
أما حرامية المال العام فقصورهم في العواصم المذهبة تنتظر ان يهربوا الى حيث ألقت حملها أم قشعم.. وعليك أن تعرف من هي أم قشعم.