لا تترك الطبقة السياسية الحاكمة مناسبة لإظهار احتقارها لما يسمى “الشعب” الا وتستغلها ابشع استغلال من دون تهيب او تخوف من رد فعل غاصب يتجاوز حدود التظاهر السلمي الذي غالباً ما ينتهي بتفريق التظاهرة بالعصي واعقاب البنادق ومياه سيارات الاطفاء..
وها أن سبعة شهور من التشاور والتباحث والمناقشات واللعب بالأسماء والاعصاب من دون أن تتوافق هذه الطبقة الجبارة على صيغة لحكومة جديدة، لن تكون اعظم انجازاً من سابقاتها، ولا هي ستتصدى للمشكلات الفعلية التي يعاني من وطأتها هذا الشعب المظلوم.. بنظامه “الديمقراطي” شكلاً، والطائفي ـ الاوتوقراطي مضموناً، والذي لا يعترف بالشعب الا حين يحتاجه لتأكيد “ديمقراطيته”.
هل تهتم هذه الطبقة الشبعانة حتى التخمة بكون الشعب على حافة الجوع، نصفه هنا في “المقهر” ونصفه الثاني صار في “المهجر” لان وطنه المفترض لم يوفر له فرصة عمل، ولم يضمن له حقوقه حيث يعمل إذا ما حدثت اعجوبة واشتغل ولو بالمياومة؟
كم “نزلت” قيمة العملة خلال فترة “التعطيل الحكومي”؟
كم خسر اللبنانيون في الداخل والخارج من فرص للاستثمار والربح الحلال، وكم خسروا في الداخل من اسباب الاطمئنان، وذلك من دون سبب مفهوم يقبله الناس ويسلمون بصحته؟
مع ذلك فقد توزع ابناء الطبقة السياسية واحفادهم على العواصم البعيدة، وامضوا سهرات الاعياد في الكازينوهات والمرابع الليلية يلعبون الميسر ويراقصون صديقاتهم ويشربون حتى الانطفاء..
لنتجاوز هذا كله إلى تمني عام جديد مختلف عن سابقه..
وكل عام وانت بخير… برغم كل شيء، وبرغم انف الذين يحاولون حرماننا من فرصة عابرة لمناسبة عامة!