عاش خير الدين حسيب حياته رفيقاً للاستحالة.. وفي قلب الصعوبة أنشأ وأدار ورعى “مركز دراسات الوحدة العربية” فأنتج مكتبة كاملة تؤرخ لمرحلة هي الاغنى والاشقى، الامتع والأحفل بالخيبات في تاريخ الامة.
من الموصل إلى بيروت، عبر القاهرة ودمشق، كما عبر لندن وجامعاتها، وعبر بغداد التي كانت ترشحه لأعلى المناصب فانتهى بسجن صدام حسين، قبل أن يستعيد حريته وقدرته على العطاء.
وفي بيروت كد واجتهد وسعى حتى جمع نخبة من المهتمين والقادرين واصحاب الرؤية والايمان بالأمة فأنشأ معهم وبهم “مركز دراسات الوحدة العربية” الذي أنتج مكتبة ممتازة من الدراسات الجادة والابحاث في التاريخ والمقارنات مع حركات النهوض في التاريخ، من اجل رسم ملامح الغد العربي الافضل.
على امتداد نصف قرن او يزيد عمل خير الدين حسيب بدأب وجد، حتى جعل من المركز منارة ثقافية وفكرية التقت في مكتبتها الممتازة أسماء أهم المفكرين العرب والباحثين والدارسين المعنيين بشؤون الغد الافضل.
أنهكت السنون (والديون) كاهل الدكتور الذي لا يشيخ، وظل يرفض التقاعد، برغم تقدمه في السن وثقل الخيبات القومية.
وكان لا بد مما لا بد منه: أن يرتاح هذا المناضل العنيد الذي سجنه صدام حسين ومُنعت كتب المركز ودراساته العديد من العواصم العربية العطشى لحرية التفكير والعمل.
خير الدين حسيب: لك العافية، ولك التحية خالصة من مقدري جهدك الذي اعطيته عمرك فأعطانا مكتبة من المؤلفات المشعة التي تنير طريقنا إلى المستقبل الافضل.