كيف تموت النسمة برقتها المنعشة، بثقافتها الواسعة، بلغتها الانيقة بإطلالتها التي تحيطك بمشاعر الود وتغريك بحب الحياة؟
لقد غادرتنا الموسوعة نهى الحسن التي طالما قاومت الخروج عن صحيح اللغة، والتي كانت لا تكره الا الغلط، والتي وجدت في الرئيس سليم الحص المثال والقدوة فارتاحت اليه وأنعشت ندوة العمل الوطني بحيويتها وابداعها في مجالات الحوار الفكري.
كانت تهل علينا، بين الحين والآخر، مزدحمة بالأفكار الجديدة، تحلم بالتغيير خروجاً من الواقع الذي كانت تراه مهيناً لكرامة الانسان.
لم تكن نهى الحسن معارضة، كانت ممتلئة بروح الثورة.
لم تسلم ابداً بهذا الواقع المهين، ولم تستسلم لمقاديرنا في ظل هذا النظام المتوحش والمعادي لكرامة الانسان.
ولم تكن تملك غير افكارها وأحلامها ورؤيتها لغد مشرق، يستحقه الانسان الذي يرى أن من حقه أن يحلم، وان يعمل للتغيير.. وهي بهذا كانت تتجاوز الرئيس سليم الحص الذي خلد إلى احلامه بعدما تأكدت له حقيقة أن هذا النظام غير قابل للتغيير الا بالكسر.. وهو ما يعجز عنه، هو النباتي الذي فرض عليه كلب صيد استضافته لمجرد انه رآه مرة يحمل بندقية صيد فافترضه صياداً، بينما هو كان يحاول اخافة ثعلب يأكل عنب عريشته.
وداعاً أيتها الطاهرة التي عاشت صادقة مع نفسها ومع الآخرين، لا تريد من الدنيا لنفسها أكثر مما أعطتها، بينما تريد الخير للجميع.
إلى اللقاء.. يا ست الحسن.
كلمة القيت خلال حفل تابين الدكتورة نهى الحسن في مركز توفيق طبارة، في 12 شباط 2019