“يا مية هلا، طلوا من الجردين سمر اللمى.. مبرشمين الخيل، يا مية هلا..”
أيها الأصدقاء، أهلي وربعي، مصدر فخري واعتزازي بانتمائي إليكم، إلى أرض الخير هذه،
أيها الذين تسكن الشمس وجوههم ويسهر القمر على غزلياتهم الشجية، وتتغامز النجوم بالميجانا والعتابا ثم يطل الفجر مع صهيل خيولكم، وان عزت الخيول، واستمر الصدى يتردد حداء للفرسان الذين ما زالوا فرساناً..
يا بناة القلعة الباقية شاهدة على أهلكم الذين رفعوا أعمدتها، وماتوا بين هياكلها، وان هي بنيت بأمر الرومان الذين عبروا كما سائر المستعمرين، وبقيت الأرض لأهلها وبأهلها،
يا ناشري الفرح في أرجاء لبنان وبعض دنيا العرب والمغتربات
أيها الثنائي الجميل، الدكتور عبد الله الشل والسيدة عقيلته، رعاة فرقة هياكل بعلبك وحماة ابداعها المميز
يا روح أبي يحي، وجه الكبرياء بالشاربين العريضين وعيني النسر، معشوق الصبايا، مثير غيرة الشباب، الذي يرج الأرض متى هز كتفيه العريضين، أما اذا غمز بعينه فعليك استدعاء الإسعاف لنجدة النساء السكارى والشباب الذين يحاولون تقليده عبثاً..
أيها الأخوة من البعلبكيين المظلومين من قبل ومن بعد، ومن أهلهم الأقربين قبل الدولة المغيبة بقرار واع وثابت، وقبل الأحزاب التي تطلبكم للنجدة ثم تنساكم عند الغنم.
شرف لي أن أكون بينكم معتزاً بتكريمكم غير المسبوق والذي سيحملنا على جناح الفروسية إلى ذرى الفرح والفخر بالانتماء إلى هذه الأرض وناسها.
ومصدر اعتزاز لي أن أكون قد عرفت أركان هذه الفرقة المفردة في أصالتها قبل ثلث قرن بفضل الصديق ذي الصوت الأصيل وقصيد الفخر وعتابا الفرح علي حليحل… والصديق الذي نسينا نضال صلح، ثم توطدت العلاقة مع أبي يحي وأبي مصطفى وأبي ماجد وسائر المبدعين الذين ينشرون الفرح حيثما وجدوا ..
ومن بعد أطربنا معين شريف بصوته الشجي، ثم اضيف إلى قائمة أهل الطرب علي مهدي خليل، الذي عرفته طفلاً كان يرافق أباه الشاعر مهدي خليل فيسهر مع والدي متذوق العتابا والميجانا والقصيد برفقة ربابته مثيرة الشجن.
أيها الأخوة
حين تشرفت بدخول ميدان الصحافة، كان الانتماء إلى بعلبك سبة، فالبعلبكي قاتل أخيه أو أخته أو ابن عمه، زارع الحشيش والمتاجر به، المهرب والطافر خوفاً من العدالة التي لم يعرفها يوماً في دولته.
واشكر الله انه قد مكنني وأجيال من البعلبكيين الذين نالوا بجهود اهلهم وأثمان أراضيهم، والأحصنة، جانباً من العلم من أن نغير الصورة المروجة عنا، وأن نباشر احتلال مكان تحت شمس دولتهم التي نادراً ما اعترفت بهم وعاملتهم كمواطنين اسوياء.
لقد بنيتم القلعة، حاملين صخورها على ظهوركم، ومؤكد أن كثيرين قد سقطوا وهم يبنون بالسخرة لمستعمرهم .. لكن المستعمر ذهب من غير رجعة وبقيت القلعة لمن بناها.
أيها الأخوة، ناشرو الفرح، عنوان الأصالة في الفن، نموذج الرجولة، يا من أقدامهم تبعث على النشوة، ورؤوسهم عالية عناوين فخر بأصالتهم.
ليس لي غير أن اتوجه بالتحية لكم، للدكتور عبد الله الشل والسيدة عقيلته، للفارس الذي يتقطر كبراً وعزة، عمر حمادة ورفاقه الميامين ورفيقاته الصبايا اللواتي ينشرن البهجة وزهو الشباب في نفوس الكهول والشيوخ مثلى ..
يعجز لساني عن الشكر، وان لم يعجز عن تحية ضيوفنا وأحبابنا جميعاً، بعنوان محافظ بعلبك ـ الهرمل ، بشير خضر، ورئيس بلدية بعلبك العميد حسين اللقيس، وهما يسعيان يحاولان في قلب الصعوبة استنقاذ ما يمكن انقاذه من رصيد بعلبك وأهلها، أهل التاريخ، بناة القلعة، الذين يجهدون لنشر الفرح تعويضاً عن حرمانهم ..
حفظ الله بعلبك وحماها ممن يحاولون طمس تاريخها وقتل الفرح والفروسية، وجعلها دائماً قلعة للإبداع أدباء كما الشعراء كبار خليل مطران وسليم حيدر، ومبدعين مميزين كرفيق شرف والجيل الجديد الصاعد ..
وحفظ فيها اصالتها التي تحمونها بريف الجفون مع التجديد إبداعاً بروح الفروسية،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة القيت في تكريم جمعية هياكل بعلبك في 10 آب 2017