كان ينقص عراق الدمار والخراب والنهب المنظم لخزينته، والتواطؤ على ثروته النفطية ووحدته الوطنية أن تُدعى لزيارته شخصيات معروفة في بلادها بالعفة والنزاهة ونظافة الكف..
وهكذا دعا السياسي الذي جاء به عهد ما بعد عهد الاحتلال الاميركي اياد علاوي بعض انظف السياسيين واطهر من تولى مناصب فخمة، بينها رئاسة الدولة ورئاسة الحكومة والامانة العامة لجامعة الدول العربية عمرو موسى..
وبغض النظر عما يتمتع به “السيد 20%” من مزايا معروفة بينها التسبب في حرب اهلية، فان الدعوة جاءت إلى السنيورة وهو موضع مساءلة عن 11 مليار دولار ضاعت على الخزينة اللبنانية اثناء توليه رئاسة الحكومة لمرات متعاقبة عدة..
كأنما كان ينقص عراق ما بعد الاحتلال الاميركي، وانهيار الدولة، وتعاظم نفوذ النهابين الذين سرقوا الثروة التي لا تنضب في بلاد الرشيد وهربوها إلى الخارج، وبعض البعض منها إلى لبنان (وقد ضبطت واحدة من عمليات التهريب في مطار بيروت الدولي..)
كأنما كان ينقص هذا العراق المستضعف أن يستضيف شخصيات من خارجه تلقي على سياسييه دروساً في نظافة الكف وطهارة الضمير.
لعل السيد علاوي اراد فتح دورة تدريبية اضافية للرؤساء والوزراء والنواب في عراق الانقسام الطوائفي والعرقي الذي من زاد من حدته الاحتلال الاميركي الذي نهب مختلف انواع الثروة (الذهب) والاثار، فضلاً عن المكتبات التي كانت تحتوي كنوزاً من اسباب المعرفة والثقافة فضلاً عن امهات كتب العلوم مثل الكيمياء والفيزياء ومعها الطب.
ولسوف ننتظر ضيوف علاوي لنعرف ماذا حملوا مما تبقى من خيرات ارض الرافدين.. لا سيما وان تركيا قد بنت من السدود ما يكفي لتجفيفهما، او جعلهما ساقيتين لا تستحقان التسمية التاريخية ولا قصائد السياب ومظفر النواب فضلاً عن الجواهري والبياتي والحيدري وغيرهم.