مع الإعلان عن انتصار “الديمقراطية” في الكيان الاسرائيلي، اصدرت منظمة حقوق الانسان تقريراً تقول فيه أن هناك ستة آلاف مواطن فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال الاسرائيلي، فيهم فتية بالكاد بلغوا سن الشباب، وفيهم كهول مضت عليهم سنوات طويلة لم يروا خلالها وجه الشمس ولا هم تنشقوا نسمة هواء نظيف..
لا تتناقض ديمقراطية العنصرية مع السجون لأهل الارض الذين كانوا دائماً اهلها، والذين سيبقون اهلها ابد الدهر ..
ولا يتناقض الاحتلال الصهيوني لأطهر ارض عربية مع اعتراف الدول العربية بهذا الكيان، غاصب الارض مضطهد اهلها ومطارد ابنائها برصاص القتل والاعتقال الكيفي، وسجن فتيتها، وتهديم المنازل في المدن والقرى التي بناها أهلها قبل التاريخ واستمروا فيها واستمرت بهم قبل الاحتلال العنصري وبعده، والذين اعطوها اسمها فلسطين..
ستة آلاف مواطن فلسطيني في سجون الاحتلال الاسرائيلي… حسنا! وماذا فيها؟
هناك في كل “دولة” عربية آلاف السجناء بلا تهمة، او باتهامات سياسية باطلة مثل “معاداة النظام” او “التآمر على النظام” او “العمل لإسقاط النظام” او “اهانة الرؤساء والقادة” الخ.. ولا احد يعترض لا في الداخل ولا في الخارج..
على أن نتنياهو قد فاز في الانتخابات، قبل يومين، بما نسبته 37% مقابل 36% على منافسة رئيس الاركان السابق، وهكذا انتصرت الديمقراطية التي لا تشابه ديمقراطية الانظمة العربية التي تضمن الفوز للرئيس الابدي 99 % فقط لا غير!
من اسف، وببالغ المرارة، علينا أن نشهد لهذا الكيان الذي قام بالقوة وعبر اغتصاب أرض اهل البلاد الاصليين وطردهم وتشريدهم في أربع رياح الارض، انه يمارس مع عصاباته السياسية الحاكمة والمعارضة ديمقراطية لا يعرفها العرب في أي من اوطانهم!
كيف لنا أن نحلم بالتحرير في ظل انظمة قمع تخاف من الاحلام فتسجن اصحابها حتى يسلموا بحكم الطغيان مع الدعاء له بطول العمر!