انها الفتنة!. وفي مصر، مرة أخرى!
حيثما التفت في ارجاء الوطن العربي الكبير الذي أُفقد هويته الجامعة، العروبة، وضُربت فيه القوى الوطنية والتنظيمات المبشرة بغدٍ أفضل، وصولاً إلى النقابات، تجد محاولات لإثارة الفتنة الطائفية: بين السنة والشيعة حيث الاكثرية الشعبية من المسلمين، او بين المسلمين والمسيحيين حيث تتعدد الانتماءات الدينية للشعب الواحد، او حتى بين المسلمين والمسلمين حيث تُدين الاكثرية بمذهب واحد.
تم تعطيل العمل السياسي إلى حد التحريم، فضُربت الاحزاب السياسية وحُلت الجمعيات والاتحادات والهيئات النقابية، وتم تزوير كل انتخابات وأي انتخابات، سياسية كانت او مهنية، نقابية كانت او تخص جمعية خيرية..
الفراغ بيت الشيطان… والسلطة في غياب الشعب كصاحب قرار في شرعيتها “اغتصاب” لا ينفع في طمس حقيقته تجميع الناس بالأمر في هذه المناسبة الوطنية او تلك.
وضربة الارهاب الجديدة في طنطا وبعدها في الاسكندرية موجعة، لان هاتين المدينتين الوادعتين لم تعرفا التعصب يوماً، والكاتدرائية في الأولى كما الكنيسة في الثانية فيها انما بناها اهلها من المسلمين والأقباط.. تماماً كما شارك المصريون جميعاً في بناء الكاتدرائية المرقسية في القاهرة.
انها الفتنة: من اقصى اليمن إلى ادنى الوادي في مصر، مروراً بالبحرين وبالعراق وسوريا ولبنان (ولو نائمة بعيون مفتوحة).. فإلى ليبيا حيث تغدو قبلية، فإلى الجزائر حيث تتبدى “عرقية”، لان الكل مسلمون.
انها الفتنة.. والمشكلة أن الانظمة إما أنها أضعف منها، وإما أنها تستثمر فيها.
لقد ضُربت الوطنية، وتم التشهير بالقومية، وتم تزوير العقائد والمبادئ الجامعة بين الناس بطموحاتهم ومطالبهم، فلم يتبق الا النظام مجرداً من كل اسباب القوة التي مصدرها الشعب.. وصار سهلاً اشعال نار الفتنة.
لم يعد لدينا سوى الدعوات الصالحات: حمى الله مصر، حمى الله العراق، حمى الله سوريا، حمى الله اليمن، حمى الله العرب، مسلمين ومسيحيين!
ما أعظم الاعباء التي اقالتنا الانظمة من حملها فلم يتبق لنا ولها الا الله! وما أثقل الاحمال على الله عز وجل!
بحث
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
المقالات ذات الصلة
© 2024 جميع الحقوق محفوظة – طلال سلمان