“انا هنا بمحض ارادتي الحرة..”
هذا واحد من أطرف التصريحات التي نُقلت عن الرئيس سعد الحريري، خلال وجوده في السعودية، قبل ايام، لحضور واحد من المؤتمرات التي تعقدها المملكة لتأكيد زعامتها ومرجعيتها.
كان الرئيس المكلف، مجدداً، بتشكيل الحكومة الجديدة في لبنان، يجلس إلى جانب ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان.. الذي تقصد توجيه الحديث اليه، غير مرة، كما تقصد أن يمد يمناه اليه مصافحاً، ووجهه يطفح بشراً، والرئيس سعد الحريري يبادله الابتسام ضاحكاً..
ولقد قصد الرئيس الحريري انه، هذه المرة، ضيف رسمي كرئيس لحكومة لبنان، ولن يصيبه ما اصابه، قبل بضعة شهور، حين قيل أن الامير محمد بن سلمان قد دعاه إلى رحلة صيد… ثم تبين انه كان “الطريدة”، اذ أُحتجز لأيام عدة، و”أجبر” على الظهور على شاشة التلفزيون وتلاوة نص مقابلة مطلوبة لأغراض سياسية..
من المصادفات أن ذلك “الاستدعاء” قد تم مباشرة بعد أن امر ولي العهد السعودي بالقبض على العشرات، بينهم عدد من ابناء عمومته، وعدد آخر من كبار رجال الاعمال… وقد احتجز بعضهم في بعض المعتقلات بينما نقل العدد الاكبر إلى افخم فندق في المملكة المذهبة “فندق ريتز”.
وبالفعل، عاد الرئيس سعد الحريري إلى بيروت ليتابع السعي إلى تشكيل الحكومة التي تستعصي على التشكيل!