تتعامل الطبقة السياسية مع كل تشكيل لأية حكومة جديدة وكأنه اختراع غير مسبوق، او انها توحي بذلك، مع علمها بأن الموضوع لا يتعدى التفاهم على الصفقة الجديدة وحصص الاطراف اياهم فيها، ولمن تعطى الحقائب التي تدر ذهباً، ومن يحظى بحقائب الفضة، وبأية حقائب متبقية تسترضى الكتل النيابية الصغيرة وابناء السبيل..
لا يهم أن تستغرق “المشاورات” ولادة الاشكالات، وأحيانا مسترجعه الثارات البايتة اسبوعا او شهراً او بضعة شهور.
ولا يهم أن تستفيق “العداوات” النائمة، وان تتفجر خلافات جديدة تذهب بالتحالفات الانتخابية..
ولا يهم أن يتحالف “خصوم” لمواجهة “اعداء مشتركين”..
وهكذا تتم الولادة قيصريا، في الغالب الاعم، وبين خصوم الامس الذين يحولهم “التوزيع العادل” للحقائب إلى حلفاء جدد لخصوم ما بعد الحكومة الجديدة..
يقبع الرعايا في غرف الانتظار: ينسون موضوع الحكومة، خصوصاً وان المونديال أهم، وعيونهم تتابع اقدام اللاعبين النجوم وضربات الرأس والتمريرات القاتلة، وتصرفات المحكمين، ورؤساء الفرق..
الأقدام الآن، وحتى نهايات المونديال الروسي، اهم من كل شيء: من العدوان السعودي المدعوم بالقوة العظمى للإمارات العربية المتحدة (والتي اسمها اطول وأوضح معنى من قوتها العسكرية)، إلى الحرب في سوريا وعليها ـ والى الضياع العراقي في غياهب تشكيل الحكومة الجديدة، إلى الحرب الاميركية بالثياب السعودية على ايران..
حرك قدميك واتبعني إلى المباراة الدولية التالية، فطقس موسكو وسائر المدن الروسية التي اعدت نفسها للمونديال ادفأ من اخبار الحكومة ـ الجديدة، التي تشبه لعبة بيت ـ بيوت..
اطمئن: لا شيء من همومك سيزول، لا شيء من تمنياتك سيتحقق..
كل ما في الامر أن عدد اصحاب المعالي سيزيد بينما هوة فقرك ستزداد عمقاً..