عاد تقي الدين الصلح إلى محبيه ومقدري كفاءته في خدمة القضايا الوطنية والعربية عبر الكتاب النفيس الذي انجزه أخلص حوارييه عمر زين، وهو من أمضى عقدين من الزمن وربما أكثر في صحبته، يتتلمذ على يديه، بعدما حول بيته إلى منتدى يتلاقى فيه الباحثون عن الأجوبة مع الرئيس الذي يعرف كثيراً عن الناس والبلاد والحكام وحركة التاريخ.
كان الحفل بسيطاً في نقابة الصحافة حيث تلاقى جمع من الذين يحترمون تاريخ وطنهم، ويحفظون لتقي الدين الصلح ما قدمه للبنان (الصيغة الفريدة) في الكتابة كما في التعليم وفي الدبلوماسية والعلاقات العربية، مشرقاً ومغرباً، قبل ان يتولى الحكم فيحاول فيه تحويل الأفكار إلى أعمال في واحدة من اصعب المراحل وأكثر تعقيداً.
وقع عمر زين، الذي اقتحم نقابة المحامين، ثم غدا الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب، على الكتاب السفر الذي انجزه، جامعاً فيه ما أمكنه جمعه من تقي الدين الصلح، كتابة في الصحافة (التي شغل ذات يوم موقع النقيب فيها) وأحاديث ومداولات، ثم ما قيل فيه وهو يمارس لعبة السياسة ، ومن ثم لعبة الحكم، وبعد ان غادرنا مفجوعاً في وطنه وسياسييه ومدبري شؤونه.
وفي ركن قصي، كانت السيدة التي قربت تقي الدين الصلح من الاكتمال، فدوى البرازي، تجلس هادئة الى جانب منح الصلح الذي اضاف كثيراً إلى ما أعطاه عمه أنيق الكلمة والقيافة والسلوك، والسيدة الأخرى المربية عدلا سبليني زين التي لولاها لما اكمل أبو محمد عمله الوثيقة، والتي من حقها ان تضع توقيعها إلى جانب توقيعه… وربما قبله!
بحث
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
المقالات ذات الصلة
© 2024 جميع الحقوق محفوظة – طلال سلمان