كل وجود إنساني يعبر عن نفسه. العروبة وجود إنساني حي. جماعة تتواصل فيما بينها باللغة العربية. تعتبر نفسها قومية أساسها اللغة. لكل قومية احتمالات متعددة. بعضها سيّء وبعضها جيد. النار يمكن أن تستعملها للطبخ أو يمكن أن تستخدمها لإحراق البيت. ليس الحديث عن وجود القومية أو عدم وجودها، بل هو عن كيفية استخدامها. هي موجودة عند كل شعوب الأرض، فلماذا لا تكون عندنا. هناك الذين يرفضونها. وهذا حقهم؛ لكنه رفض لها وبما يمكن أن تعنيه، لا انكارا لوجودها. الحقيقة أن القومية العربية أثبتت وجودها عبر مراحل التاريخ الحديث. في 2011 كانت الثورة واحدة في جميع الأقطار العربية.
هي كائن مرتبط بالوجود العربي. تختفي باختفائه وتظهر بظهوره. ربما اختلف الباحثون في تعريفها. يتحدثون عن التاريخ أو التراث أو الشعور المشترك وغير ذلك. ربما كان كلّ من ذلك أو واحدا منهم. يكفي للمرء أن يقول أنا عربي لكي يكون عربياً، خاصة إذا كان يتكلم هذه اللغة.
العروبة ليست فكرة تطرأ على البال، أو يتخلى عنها الشخص متى أراد. هي فكرة تفرض نفسها. ملازمة للوجود؛ تعبير عن جماعة تختلف عن الجماعات الأخرى، القريبة والبعيدة. لا بد من الاختلاف ولا بد من التعبير عن هذا الاختلاف. التمييز بين الأمم معروف، لا من حيث أفضلية واحدة على أخرى، بل من حيث وجود صفات مختلفة خاصة في اللغة. اللغات بنى تاريخية تعبر عن نفسها بالثقافة، أو الثقافة تعبر عنها. تعرف المرء عندما تراه لأول مرة من لغته، أو بما يقوله عن نفسه. في كلا الحالتين لغة، تعبير، استحضار. عندما يحضر المرء تحضر معه لغته. لا لأنه أراد ذلك، ويمكن أن لا يريد، بل لأن اللغة بمعنى ما هي “هو”.
هنا لا بد من التمييز بين عروبتين، والتعدد يقتضي ذلك. عروبة هي الناس. وعروبة أخرى تختصر الوجود الى أفكار، وتقول بقومية عربية منفصلة عن الناس، قائمة في عالم آخر. عالم فوقي توجد فيه القومية وتتجلى أحيانا أو عبر التاريخ؛ العروبة الأولى ديمقراطية لأنها الناس بما معهم ولهم من حاجات ومتطلبات، وبما فيهم من أوصاف النقص أو الكمال. العروبة الثانية استعلائية، مقتصرة على الطبقات الحاكمة. حتى “البعث” الحزب الذي كانت القومية العربية سبب وجوده، مع استلام السلطة من الناس لم يعرف إلا الاستعلاء. اعتبر القومية كائنا غيبيا يتجلى. التجلي لا يكون، أو لا يفترض أن يكون إلا به. لذلك كان استبداديا لأنه اعتمد خضوع الناس للفكرة، للكائن الميتافيزيقي، الممثل بالحزب لا بالمجتمع.
عروبة الناس لا استعلائية؛ هي متواضعة، إنسانية، واهنة، مستغلة، مضطهدة، تختزل أزمات الدنيا ومشاكلها. نغالي إذا قلنا هي مشكلة الدنيا، فكأنه لا يراد لها الوجود. استبعدت الدين السياسي لأنه يتبنى ذلك الاستعلاء الذي يعتبر أن بموجبه تأتي حلول المشاكل على الأرض من قوى خارج الأرض وخارج المجتمع. تتميّز راهنا العروبة باستبعاد الدين السياسي؛ وهذا أمر لم تستطعه بعض الأنظمة العربية ولا حتى دول كبرى مجاورة، حيث عاد الدين السياسي الى السلطة بعد مرحلة من الإقصاء. طريق العروبة الى الحرية مفتوحة في حين أنها مسدودة بوجه غيرهم. لا تتميّز العروبة عن غيرها بالقابلية للحرية؛ وهذا يتعلق بالسياسة. كما أنه ليس هناك شعوب أكثر عراقة بالحضارة من غيرها. كل الشعوب متساوية في العراقة. متى وجد المجتمع، وجدت الحضارة. اختلاف الحضارة شيء، ووضعها فوق بعضها البعض، لاعتبار أن هناك مجتمعات وأعراق أكثر ميلا بطبعها للحضارة والتقدم، شيء آخر. الاختلاف شيء، وما عداه نوع من العنصرية. لا ننفي بعض العنصرية عند العرب. لكنها أقل عما هي عند شعوب أخرى. ربما لأن المجتمعات بعروبتها مضطهدة، لأسباب تتعلق بوجودها لا بسلوكها. عندما سُئلت كونداليزا رايس في الكونغرس عن سبب ما فعله الذين نفذوا مجزرة 11 أيلول 2001، قالت “يكرهوننا لما نحن عليه”، وهي زنجية، كان جوابها عنصريا. رغم أنها سوداء اللون. بسبب علوها في السلم الطبقي، نسيت أن الزنوج في الولايات المضطهدة اضطهدوا واستغلوا وأهينوا بسبب ما هم عليه، أي لون بشرتهم.
عروبة الناس مكانها الوحيد هو الشعب. رابطها الأساسي لغته العربية. حتميتها الوحيدة هي الديمقراطية. الوحدة إذا تحققت، وهي لن تحقق إلا باتفاق دوله، لا يمكن أن تتحقق إلا بالديمقراطية، بدول تعتمد على رضا شعبها. لأن دولها لن تقدم على القبول بها إلا برضا وضغط شعبي استجابة لمصالح اقتصادية وربما ثقافية؛ هي لن تتحقق بأن تتجلى بالرغم عن إرادة الناس. ستكون من صنع الناس واختلاقهم، بالأحرى ستكون اصطناعا أو اختراعا. كل دولة مختلفة. لا دول في العالم طبيعية الوجود أو أسبابه. ستكون دولة ذات مجتمع متعدد الأصول والمسارات التاريخية والتقاليد. دولة ذات فضاء واحد هو اللغة. ربما كانت بنية اللغة تطغى على كل البنى الاجتماعية الأخرى. اللغة وجود موضوعي لكن الوحدة لن تكون وجودا موضوعياً. هي التي نرى الكون من خلالها. وفي إطارها تتقرر هذه الرؤى.
قومية البعث والحركات القومية العربية الأخرى (بما في ذلك القوميات السورية واللبنانية والعراقية وما شابهها من قوميات محلية) استندت الى حثالات الأفكار القومية الأوروبية في النصف الأول من القرن العشرين (كالنازية والفاشية) لذلك انتهت الى ديكتاتوريات ريفية المنشأ، استبدادية التطلعات والممارسات. لم تصعد من تقاليد أو تاريخ الشعوب العربية، ولم تأخذها بالاعتبار. حداثتها كانت قطعا مع التاريخ وليس تراكما على ماضيه. قومية وجدت نفسها في تعارض تام مع مجتمعاتها ومتطلباتها فاضطرت، وكان ذلك أمرا حتمياً، الى الحكم باالانقلابات العسكرية والأجهزة الأمنية وأجهزة المراقبة التي ولدت من هذه الانقلابات. كانت المدن منتجعات مؤقتة لهذه القومية. هي حداثة هذه المنطقة التي تدعي الأصالة وتعمل في الوقت نفسه على زرع الممارسات الريفية في المدن التي كانت أكثر تطورا، والتي كانت تحوي معظم الطبقة الوسطى. عملت على إعدام هذه الطبقة ومنجزاتها الثقافية التي كانت تتراكم منذ القرن التاسع عشر. أفقرت المجتمع روحيا وثقافيا وماديا، فصارت هي عنوان الهزيمة وسببها. عندما اهتزت الأرض من تحتها لجأت الى الدين السياسي (وهما الآن مرتكز الثورة المضادة) وينتهيان معاً.
العروبة تعددية، والقومية التي تعبر عنها تعددية. ليس فيها أصالة اثنية أو أصالة تقاليد؛ ولا حتى تاريخ مشترك، ولا جغرافيا موحدة السمات. الأصالة الوحيدة هي في اللغة. واللغة تفرض بنى ثقافية وفكرية كما يقول الألسنيون. صحيح أن العرب في بلادهم المختلفة يتكلمون بلهجات متباينة، حتى يكاد المرء من أقصى أرضهم الى أقصاها لا يفهم اللغة المحكية في مناطق أخرى. لكن حالما ينتقل هذا وذاك الى الفصحى فاللغة واحدة لفظاً وكتابة. يكاد القرآن يشكّل لغة أخرى في البنية أو الفكر، أو كما قال طه حسين القرآن هو القرآن.
تتطوّر الفصحى، ربما ببطء أكثر مما يتمنى البعض. وتقرب العاميات المحكية من الفصحى بسبب الإعلام. لكن السؤال يبقى هل يمكن للفصحى مع تغيرها، ومع تقدم التعليم وانتشاره، أن تحل مكان العاميات المحكية؟ وهل المطلوب ذلك؟ أم أن اللغات العربية المحكية فيها غنى وثروة فكرية وروحية تختصر تجارب الناس التي يجب الاستفادة منها لا إلغائها. ليس في الأمر دعوة للتعددية في العربية، بل ربما الأجدر الحفاظ على هذه التعددية ضمن الوحدة اللغوية والثقافية التي تمثلها الفصحى.
العروبة تعددية بطبيعتها. كذلك يجب أن تكون الهوية القومية المتعلقة بها. التعددية الإثنية أمر آخر. العروبة تفترض هذه التعددية مع اللغات غير العربية التي تختلط بها. إذا كان هناك من وحدة عربية فهذه ستكون وحدة دولة لا أكثر أو أقل. الأهم من ذلك في الوقت الراهن وفي المستقبل هو الحفاظ على وحدة كل قطر عربي مع الحفاظ على التعددية في داخله. لكل لغة أخرى الحق في الوجود في كل قطر عربي كما اللغة العربية. التعددية الإثنية تفرض التعددية اللغوية. الوحدة على الصعيد القطري أو العربي أمر سياسي. والأمر السياسي يعني الدولة. لا بمعنى أنه يقتصر على الدولة، ولا يجدر التخفيف من أهمية ذلك. الدولة هي الناظم الوحيد للمجتمع مهما كانت التعددية فيه. الدولة القوية هي التي تستوعب التعددية والتناقضات في داخلها. دول الاستبداد العربية، وبعضها يرفع شعار قومية عربية، ليست قوية. هي ضعيفة هشة بإلغائها للسياسة وبالتالي للمجتمع. تخوض حروبا ضد مجتمعاتها. وهذا معنى الثورة المضادة: النظام ضد الناس. نظام الاستبداد ضد الديمقراطية.
ليس الأصل هو ما يقرر المصير في المجتمع. لم تتقرر المجتمعات العربية بالهجرات بل باختلاط الشعوب والأعراق وانتشار اللغة العربية، كلغة فصحى مكتوبة ولهجات محكية في الحياة اليومية. العروبة بالتعريف ضد السلفية التي تدعو الى العيش كما السلف الصالح. ليس لأن العروبة لا تريد التاريخ، بل لأنها تعترف بالتاريخ وتدرسه. السلفية القومية والدينية تعتبر الأمة تطورا غير تاريخي يتجلى أحيانا بهبوطه من السماء فيكون انبعاثه. الأمة العربية هي أمة تصنع في الحاضر بالسياسة وهي تصنع المستقبل. تستفيد من التاريخ لفهم تطوره، ليس للعيش حسب نمط ماضٍ لم يعد موجوداً. رومانطيقية الأصل لا لزوم لها، بل هي مبعث على الرجعية والانغلاق. انغلاق الفكر والمجتمع والحؤول دون تطوّر العقل. يدور المجتمع، حسب نظرية الأصل، حول نفسه، يعزل وضعه، ويضع نفسه في مواجهة العالم. يرفض الثقافة العالمية. يرى الاختلاف فقط مع العالم ولا يرى أو لا يسعى كي يرى التشابه، أو ضرورة التشابه مع الغرب من أجل تبني ثقافته في سبيل النهوض. لا خوف من هذا التبني على الموروث الثقافي. يختار المرء ما يحتاجه مما هو متاح. الأهم هو الاعتداد بالنفس، الاعتراف بالتخلف، الاعتراف بالهزيمة، مع العزم على النهوض بالخروج الى العالم والانخراط فيه. في الانعزال، كما يريد السلفيون وبقية أصحاب نظرية الأصل، دونية ثقافية تقود الى مزيد من التخلف والى المزيد من الهزائم. المراد هو مواجهة الغرب على أرضه لا على أرضنا، في ثقافته لا في ثقافتنا. مهما كان الانخراط بالغرب، فإن الواحد منا يطرب بالشعر والغناء العربيين. لا يبدو أن الذين يرتادون النوادي الليلية والرقص على ألحانها يهمهم الأمر سوى الضجة؛ كلمات الأغنيات لا تسمع. الموسيقى هي فقط للصخب وللايقاع.
الهوية العربية هي هوية العرب، التي يصنعها العرب. قومية يصنعها الناس من أجل المستقبل. بها يصنفون مستقبلهم ويؤكدون إرادتهم. لن تكون ولا يمكن أن تكون إلا ديمقراطية. قومية لا تتسامح مع الأقليات، ولا تعتبر العيش معهم منّة عليهم. هم يختارون طريقة العيش، وهم متساوون، وهم في أصل هذا المجتمع. التسامح يفترض أنهم في مرتبة أدنى ويحتاجون الى من يعتني بهم على أساس أن حقوقهم التي يستحقونها أقل من بقية الناس. لا يحتاجون الى التسامح لأنهم ليسوا دخلاء؛ هم في أساس هذا الشعب، في عمق المجتمع. هذا ضمن هوية أو قومية استيعابية، تنكر الإقصاء؛ ديمقراطية بطبيعتها، لا بحكم الضرورة، بل لأن الهوية التي يصنعها الناس تعبّر عن إرادتهم. الإرادة الحرة هي الديمقراطية.
المهم بالنسبة للمصير العربي ليس الهوية الثقافية أو الأصل البيولوجي، بل هو الدولة والإنتماء للدولة. عندما تنتمي الى وطن فأنت الأجدر أن تنتمي الى دولة هذا الوطن. عندما تنتمي الى أمة فانت الأجدر أن تنتمي الى دولة هذه الأمة. الدولة المرادة هي الناظم للمجتمع. الانتماء للدولة هو الانتماء للمجتمع. ذلك بشرط بالطبع أن تكون الدولة تعبيرا عن المجتمع لا عبئاً عليه كما في الاستبداد والدين السياسي. ولا يمل المرء من تكرار أن الانتماء للدولة هو الأساس. يندمج الناس في الدولة. يجعلونها منهم ولهم. تصدر الدولة عنهم. يصنعون هويتهم وقوميتهم وأمتهم عن الطريق الدولة. الانتماء للدولة مهما كانت، ومهما كان أصل تركيبها، بالغلبة أو بوسائل أخرى، هو ذو أولوية على كل انتماءات أخرى. الشرط في تعبير الدولة-الأمة أن يكون الأمر أمة الدولة لا دولة الأمة. الانتماء الأول للدولة لا للأمة.
في ذلك مواجهة للامبريالية والعولمة. لقد أصبح شائعا أن العولمة تيار يهدف الى تصغير أو تقليل شأن الدولة في كل بلد في الأطراف الأسيوية والأميركية واللاتينية والأفريقية لذلك يصير بناء الدولة المهمة ذات الأولوية الأولى بعد الاستقلال. كثير من قادة حروب التحرر الوطني لا يعرفون بناء الدولة، أو يمارسون الاستبداد لأي سبب آخر، بما يجعل الناس يترحمون على من سبقهم. قليلون هم عباقرة السياسة الذين يجيدون حرب الاستقلال ثم صراع بناء الدولة. مرحلة بناء الدولة تتطلّب بنية ذهنية ورؤية مستقبلية غير ما هو عند بناة الاستقلال. حتى طبيعة الحرب تختلف في المرحلتين. أما البناء والتشييد فهما من مهام مرحلة الاستقلال وحدها. فشل معظم قادة حرب الاستقلال في الحكم أيام السلم الأهلي.
امبريالية المال والاقتصاد حقيقة واقعة. وسيلتها ما يسمى “استثمارات”. هذه تدخل وتخرج من البلد تبعا لحاجات لا يقررها البلد المعني بل قرارات أصحاب المال، وهم قلة في هذا العالم. غير صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، ومنظمة التجارة العالمية، لأصحاب الأموال الكبار مؤتمراتهم الخاصة، دافوس وغيرها. فيها تتقرر اتجاهات التدفقات المالية، وفيها يتقرر مصير البلدان التي تعمتد عليها. الديون في بلدان الأطراف (أسيا، وأفريقيا، وأميركا اللاتينية) لا تقررها هذه البلدان، بل بيوت المال الكبرى. تنقل أموالها أو “استثماراتها” من بلد الى بلد حسب التطورات. يكون البلد “مزدهرا”، يحدث ما لا يعجب البيوتات المالية، فتخرج الأموال فجأة. تترك البلد الذي خرجت منه مدمرا. بلادنا في ورطة من هذا النوع. التعمية سيدة الموقف. تشرح محطات الإعلام لكننا في الحقيقة لا نفهم شيئاً. هي أموالنا، هو بلدنا، لكننا لا نعرف شيئا عن مصير البلد ولا عن مصيرنا، سواء كان الأمر اقتصاديا أو ماليا. الخبراء كثر والحقيقة مخفية.
نحن بلدان مستقلة، يكثر الحديث عن السيادة. لكن ما أخذناه بالسيادة يسلبونه لا بالاحتلال العسكري بل بالاحتلال المالي. في العصور القديمة كان من لا يقدر على تسوية دينه، يصبح عبدا لدائنه. هذا هو مصيرنا. هويتنا هناك. لكنها هوية لناس لا يفهمون العالم، بالأحرى لا يريد نظام العالم لنا أن نفهم. السبب بسيط. بلادنا ليست من هذا العالم بسبب هويتنا الراهنة التي يقبض عليها الاستبداد والدين السياسي اللذان طوقا مجتمعاتنا وضربا حولها سياج العزلة. صار الفهم صعباً. يترتب علينا كسر هذا الطوق.
ولوج العالم يقتضي منا أن نفهمه. أن نفهم آليات عمله، وإلا فإن بلادنا التي أدت الحروب الأهلية فيها الى خراب ودمار وقتل بفعل الثورة المضادة التي شنها الاستبداد والدين السياسي بعد ثورة 2011 لن تخرج مما هي فيه إلا بالارتكاز على أمرين: فهم العالم وتحرير نفسنا من الداخل.
إذا كانت القومية فهما بهذا الاتجاه أو ذاك للوجود العربي، فإن النهوض يتطلب قبل كل شيء تغيير هذا الفهم.
ينشر بالتزامن مع موقع الفضل شلق