… فأما عيد الاستقلال الأول في 22 تشرين الثاني، فقد كلف لبنان اعتقال رئيسه الأول الشيخ بشارة الخوري مع رئيس الحكومة رياض الصلح وبضعة من الوزراء والنواب البارزين بينهم عبد الحميد كرامي وعادل عسيران في قلعة راشيا، تحت حراسة جنود الانتداب الفرنسي لبضعة أيام..
وأما عيد الاستقلال التاسع والثلاثين عام 1982 فقد ألغي بسبب الاجتياح الإسرائيلي الذي فرض على البلاد رئيساً للجمهورية المحتلة تحت حراسة حرابه هو بشير الجميل.. وجرى اغتياله قبل شهرين من العيد.. ثم انتخب شقيقه أمين الجميل رئيساً بديلاً..
.. وانتهت ولاية الرئيس البديل من شقيقه أمين الجميل بمقعد رئاسي شاغر وحربين (التحرير والإلغاء..)
وأما عيد الاستقلال السادس والأربعون فقد شهد الاحتفال به، في السراي المؤقتة (وزارة الداخلية الآن) في 22 تشرين الثاني 1989 اغتيال رئيس الجمهورية المنتخب في مطار القليعات، بعد اتفاق الطائف، الشهيد رينيه معوض، قبل أن يتسلم مقاليد الرئاسة..
ولسوف ينتخب بعد ذلك إلياس الهراوي، رئيساً بديلاً للجمهورية فيجني ثمار التمديد الأول للرئيس والذي سيستمر من 1989 وحتى 1998.
بعدها انتخب قائد الجيش العماد إميل لحود رئيساً للجمهورية، ثم تم تمديد الولاية لثلاث سنوات..
.. وعلى خطى القائد الثالث للجيش (حتى لا ننسى الرئيس فؤاد شهاب) جيء بالعماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية.. وانصرف من دون تمديد.
وبعده استمر الفراغ حاكماً في القصر حتى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية في 31 تشرين الأول 2016.
وهو رابع قائد للجيش (ولو سابقاً) يقفز إلى رئاسة الدولة التي تعتبر نفسها الجمهورية الديمقراطية الوحيدة في المنطقة.
في هذا المجال، لا بد من الشهادة للرئيس الراحل فؤاد شهاب أنه الرئيس الوحيد الذي رفض التمديد أو تجديد الولاية.. ثم ودع البلاد ببيان تاريخي نعى فيه الجمهورية .. ومعها الديمقراطية!