بعد التنصل العربي من المسؤولية عن “القضية المقدسة” فلسطين، ها هي محاولات بعض العواصم العربية تتوالى “للتبرؤ” من القدس عاصمة لفلسطين ..
وفي حين يروج المسؤولون في دولة العدو الإسرائيلي لاختيار مدينة أخرى (رام الله مثلاً) أو حتى لمدينة أبعد عن القدس (في الأغوار) فان مسؤولين آخرين فيها يدّعون أن القدس لم تكن يوماً عاصمة لأن فلسطين لم تكن في أي يوم “دولة”.
الأخطر أن بعض الدول العربية بدأت تتنصل من التزامها أن تكون القدس الشريف عاصمة لفلسطين، وتتساءل عن أهمية هذا الأمر، فالمهم ان يصل الفلسطينيون والإسرائيليون الى “السلام” وبعد ذلك يمكن التفاهم على كل شيء..
في الماضي تناوبت الدول العربية على إخضاع فلسطين جميعاً لمناقصة دولية فكان أن ترك للفلسطينيين بعض أرضهم التي سرعان ما ملأتها اسرائيل بالمستوطنات، أمام عيون العالم أجمع..
أما اليوم فتكمل إسرائيل استيلاءها على مجمل فلسطين، وتنقل عاصمتها من تل أبيب الى القدس (الشرقية؟؟) معززة بقرار ترامب اتخاذ القدس عاصمة لها، بينما العرب ـ ومن ضمنهم السلطة الفلسطينية ـ لا يجدون ما هو أبعد من الاحتجاج.. فاذا رفض مجلس الأمن، لجأوا، باسمها، الى الجمعية العامة للأمم المتحدة التي منحتهم تصويتاً بلا صدى..
والكارثة تتكامل فصولاً..