“..فان عدتم عدنا!”
هذه هي القاعدة التي تحكم تصرف المقاومة في جنوب لبنان..
العدو في حالة جهوزية لعدوان مفتوح على الجنوب، والمقاومة في حالة جهوزية لرد الصاع صاعين، وأكثر، على الحدود كما في قلب كيان الاحتلال.
أيام التفجع والتشكي والتوجه إلى لجنة الهدنة، ومن خلفها إلى الأمم المتحدة ثم إلى مجلس الأمن، انتهت بعدما ثبت بالدليل الحسي أن كل تلك الهيئات والمؤسسات الدولية “مربطها” في واشنطن، اما قرارها ففي تل ابيب.
اذن، لا بد من العودة إلى القاعدة الثابتة: السن بالسن، والصاروخ بالصاروخ والبادي أظلم..
لم يعد الفضاء مفتوحاً لطيران العدو،
لم تعد الارض التي حماها أهلها مع المقاومة بالدماء، في يارون وبنت جبيل ومارون الرأس وسائر البلدات والقرى في جبل عامل، والتي كانت التوائم الشرعية للبلدات المقابلة في فلسطين قبل احتلال ارضها وتهجير اهلها، مجالاً لتدريب الطيارين وضباط المدفعية ومشاة جيش الاحتلال الاسرائيلي..
عادت الأرض لأهلها، وأهلها جديرون بحمايتها بسلاحهم ومعه دماؤهم.
لقد أُسقطت اسطورة الجيش لا يُهزم، مرة والى الابد: أسقطتها دماء الشهداء وصمود الأهالي الذين صيرتهم التجارب بصلابة حجارة ارضهم التي كانت طرية في أذهانهم، يتناقلونها جيلاً بعد جيل، وخلاصتها: أن من يتم اخراجه من ارضه بالقوة لن يستطيع العودة الا بالقوة وبعد استعادة ارضه بالقوة.
ولكن من أين تأتي القوة؟
القوة تأتي من الايمان بالحق. القوة تأتي من الايمان بالأرض. الارض أصل الايمان. من يهجر ارضه قهراً، لن يعود اليها الا إذا انتصر على قاهريه بقوة ايمانه بأرضه. الارض هي المقدس. الأرض هي الهوية.
لذلك سيظل الاسرائيليون بلا هوية، سلاحهم هويتهم أما الأرض فليست لهم، ولن تكون الا إذا استمر هذا التفوق بالسلاح. والسلاح ليس مصدر الحق، ولا هو مؤهل لصنع الهوية.
ارضنا تبقى لنا طالما بقينا فيها وبقينا لها، تعطينا اسماءنا والهوية.