العنصرية هي هي: كانت من قبل موجهة ضد فقراء العرب بينما وجهها الآخر عبارة عن نفاق مكشوف والاستعداد لتقديم مختلف “الخدمات”، لا سيما الشخصية منها، لأغنيائهم من شيوخ النفط والغاز واتباعهم..
مع بداية اللجوء الفلسطيني الى لبنان في أعقاب نكبة 1948 تم فرز النازحين طائفياً، فأقيمت مخيمات للمسلمين منهم في المدن ذات الأكثرية الإسلامية، (صور، صيدا، غرب بيروت ـ الفاكهاني وصبرا ـ ثم بعلبك ونهر البارد قرب طرابلس) بينما وزع المسيحيون منهم على مخيمي مار الياس ـ الذي حولته الضرورة الى مخيم مفتوح للجميع ـ ومخيم ضبية، الذي “ذوبته” عمليات التجنيس والهجرة الى القريب كما الى البعيد.
اليوم تعلو أصوات العنصريين في لبنان ضد “النازحيين السوريين”، وتطالب بإخراجهم من وطن الأرز الذي لا يقبل إلا “الخواجات” الناطقين بالفرنسية، قديماً، والإنجليزية الآن.
أكثر العنصريين تطرفاً هم الأغنياء الذين يحسبونها مالياً، فيرون أن اليد العاملة “السورية” أرخص من “اللبنانية”، فيفتحون ورشات البناء والمتاجر والمصانع أمام “السوريين”، ويجعلونهم وكلاء لبنانيتهم الفخمة، ويسلمونهم إدارة أعمالهم والإشراف على مصالحهم.. وهم ينظرون اليهم شزراً، ويلعنونهم إذا ما أداروا ظهورهم ويحقرونهم بأوصاف شنيعة… لكأنما نسي هؤلاء “الخواجات” إنهم بالأمس ـ بالأمس القريب ـ كانوا ينافقون ضباط “الردع” السوريين ويجاملونهم في بيوتهم وخارجها، ويقدمون لهم “الخدمات” على انواعها.
… وهكذا تتواصل “المعارك” من يطالب “بطرد” النازحين السوريين، فوراً، وبين من يطالب بالتأني والتفاهم مع السلطات في دمشق حول عودة المليون ونصف المليون من النازحين المنتشرين في مخيمات موحلة ومثلجة في مختلف أنحاء البقاع والشمال والجنوب، أو يتوزعون في مختلف المناطق يعملون في الزراعة والبناء وأعمال الصيانة بمرتبات وأجور أقل من تلك التي يتقاضاها اللبنانيون..
إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.