صغَّرت جرثومة “كورونا” العالم. أكدت انه قرية كبيرة حقاً. وحدَّت بين الاغنياء والفقراء. حطمت الحواجز بين الدول. تمددت بين الصين والولايات المتحدة الاميركية. طافت في اوروبا من جنوبها في اسبانيا إلى قلبها في ايطاليا وفرنسا وسويسرا، وارتقت إلى اقصى الشمال، النروج واسوج.
عبرت المحيطات إلى الولايات المتحدة فضربت بقسوة، ثم ارتقت شمالاً إلى كندا، وبعدها هبطت إلى الجنوب فضربت المكسيك والارجنتين والبرازيل.
وحدها كوبا بدت محصنة فاستعصت على جرثومة هذا المرض القاتل، بل هي مدت يد العون إلى جيرانها الفقراء في اميركا اللاتينية.
كذب الرئيس الاميركي دونالد ترامب، كعادته، فادعى أن جرثومة الوباء قد جاءت إلى بلاده من الصين، ولم ترد الصين بتكذيبه بل اعلنت استعدادها لان ترسل إلى اميركا ما ابدعته من اسباب العلاج..
..ولما استشرى الوباء بين الاميركيين فضرب بداية نيويورك ثم تنقل بين ولاياتها الخمسين، تطوعت روسيا ـ بوتين فأرسلت اليه طائرة مثقلة بالأدوية التي كانت قد باشرت في انتاجها..
الوباء لا يتوقف عند حدود الدول، ولا يهتم بمعرفة من يحكم هذه الدولة او تلك.. انه “يساوي” بين الناس، متجاوزاً الحدود والجنسيات والاديان والمذاهب. انه “اممي” بطبيعته، ثم انه غير عنصري، لا يفرق بين الناس على اساس اللون او العرق، بين الذكر والانثى، بين الشباب والكهول، بين الاغنياء والفقراء.
انه “اشتراكي” بل لعله “ماركسي لينيني”
ثم انه يطبق بعض القواعد الدينية من دون قصد،
انه “الوباء”، وعلاجه الفعلي أن تتضامن الدول وتتكاتف وهي تعمل على ابتكار العلاج الشافي ثم تعميمه على الناس المرشحين لان يكونوا بين ضحاياه، حيثما وجدوا.. “ولو كانوا في ابراج مشيدة”.
احفظ نفسك تحفظ جارك، وجارك يحفظ جاره فيسلم الحي ومن ثم المدينة.. وبعدها يمكنك أن ترقص فرحا بانتصار الانسان على هذا الوباء القاتل والذي اجتاح العالم كله، من دون استئذان، وبغير تمييز بين الاجناس والاعراق في أربع رياح الكون.