نظمت “جمعية الخدمة الاجتماعية في اتحاد الجامعات العربية” بالتعاون مع “الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم” مؤتمراً دولياً للعمل الاجتماعي حول “العمل الاجتماعي في مواجهة الاعلام السلبي”، على امتداد يومي الاربعاء والخميس الماضيين (17 و18 نيسان 2019).
تناوب على الكلام امين عام جمعية كليات، معاهد، اقسام ومؤسسات العمل الاجتماعي العربي في اتحاد الجامعات العربية الدكتور هدى سليم، والأمين العام لكليات الفنون الجميلة في اتحاد الجامعات العربية ـ الجامعة اللبنانية الدكتور محمد الحاج، ورئيس مجلس الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم الدكتور حاتم علامة، والامين العام لاتحاد الجامعات العربية الدكتور عزت سلامة.
ولقد طلب إلى طلال سلمان أن يدير احدى جلسات هذا المؤتمر، وكانت له الكلمة الآتي نصها:
يشرفني، بداية، أن أرحب بهذه النخبة من العلماء والأساتذة العرب ممن نجح منظمو هذا المؤتمر في جمعهم هنا في بيروت، التي تتطلع لان تستعيد دورها كعاصمة للحوار الفكري والرغبة في التغيير ومنطلقاً للحلم بالغد العربي الافضل.
إن هذا اللقاء العربي الذي يجمع نخبة من أهل العلم والفكر فرصة ممتازة لحوار صحي يستشرف المستقبل الأفضل، متحرراً ولو لساعات من ضغوطات واقعنا غير المفرح.
وأفترض أن تصنيف الإعلام السلبي لا يشملني، والا لما كنت معكم هنا، في هذا المؤتمر الدولي للعمل الاجتماعي في مواجهة الاعلام السلبي.
هذا لا يعني الدفاع عن الإعلام بالمطلق، ففي عالم الإعلام العربي، على وجه الخصوص، يتنافس أصحاب الأفكار المبشرة بالغد الأفضل واصحاب الأقلام المغرضة من الراغبين في دوام الحال على حاله لأنهم مستفيدون من دوامه، متخوفون من انتصار الحق والحقيقة على الزور والتزوير والرغبة في أن يلتهم ماضي التخلف بشائر المستقبل الافضل.
واسمحوا لي بملاحظة أراها، من موقعي، ضرورية، وهي أن الإعلام العربي بمجمله، إعلام رسمي، تمتلكه وتديره وتشرف عليه “السلطة”. أما الاعلام الخاص فتمتلكه، في الغالب الاعم، شركات قابضة على الأفكار، ولها اجتهادها الخاص في إعادة صياغة الأخبار بما لا يثير الرأي العام ويدفعه إلى المعارضة والإعتراض.. ولو في الشارع.
ثم أن وسائل الاعلام الكبرى (وكالات الأنباء الدولية وكذلك مراكز الدراسات والأبحاث والتحليل، فضلاً عن محطات التلفزة والاذاعات المعروفة عالميا) تتبع لجهات حكومية او لشركات دولية كبرى ومؤسسات ذات رساميل هائلة، ومن الطبيعي، اذن، أن يكون للنفوذ الصهيوني تأثيره عليها.. فضلاً أن أوضاعنا العربية، سياسياً واقتصاديا، تُغري ـ ببؤسها ـ الدول والقوى النافذة في العالم ـ على التدخل بما يناسب مصالحها، ودائماً على حساب حقنا في المعرفة وبناء المستقبل الافضل.
أهلاً بكم في بيروت، التي كانت ـ ذات يوم ـ عاصمة عربية نوارة، لتشرفها باختيارها عاصمة للفكر والراي والإعلام العربي.
ومع تمني النجاح لمؤتمركم الحاشد هذا، ندعو الله أن يشمل برعاية منه هذه الانتفاضات المباركة في كل من جزائر المليون شهيد والسودان الذي خضع لأسر الدكتاتورية أكثر من ربع قرن، لتعودا إلى دورهما الحيوي والضروري في خدمة الامة العربية المجيدة التي تعاني من القهر الاسرائيلي لمجموعها وليس لشعب فلسطين الباسل بعنوان غزة، وحده.
أهلاً بكم في بيروت النوارة، مع الشكر لجمعية الخدمة الاجتماعية في اتحاد الجامعات العربية ومعها الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم على تنظيم هذا المؤتمر الحاشد بالكفاءات والخبرات.