حتى هذه اللحظة، بلغ عدد الذين مروا بتجربة الاعتقال والسجن لفترات طويلة او قصيرة، نسبياً المليون من أهالي الداخل الفلسطيني.
يعني أن فلسطينيا من كل اربعة فلسطينيين في الداخل قد تعرضوا للاعتقال والسجن خلال السنوات الخمس الماضية… عدا الذين ماتوا تحت التعذيب، او فرضت عليهم الاقامة الجبرية في بيوتهم بعد اطلاق سراحهم..
من زمان، كف العرب عن الانشغال بعديد سنوات الاحتلال الاسرائيلي لمعظم فلسطين، مع التحايل على ما تبقى منها تحت خدعة الحكم الذاتي بواسطة حكومة منبثقة عن المجلس الوطني، لا يستطيع “رئيسها” و”وزراؤها” أن يسافروا إلى الخارج او حتى إلى قطاع غزة الا بإذن خطي تتكرم به عليهم سلطة الاحتلال الاسرائيلي.
وبطبيعة الحال، ومرور الزمن، والانشغال بهموم ثقيلة اخرى، “قطرية” شكلاً، و”قومية” بمضمونها، فان لا احد يسأل، اليوم، عن فلسطين، سواء “التاريخية” او المجزأة بقوة الاحتلال، التي تسترهن “السلطة” وتمنعها من اتخاذ أي قرار يفيد شعبها، حتى معاشياً..
أما غزة فمتروكة للريح.. يخرج اهلها في تظاهرات حاشدة كل يوم جمعة إلى عند “السور” الذي فصل به الاحتلال “الضفة” عن “القطاع”، فيواجهون بهتاف الغضب وايديهم حاملة الحجارة جنود الاحتلال، ثم يعودون إلى قلب غزة المحاصرة حاملين جرحاهم الذين قد يستشهد بعضهم خلال نقله من ميدان المواجهة إلى المستشفيات القليلة والمزدحمة ابداً… والمغلقة امامهم ابواب الخروج من هذا القطاع المحاصر، الا إذا تكرمت السلطات المصرية ببذل وساطتها للسماح لقلة منهم بالخروج نحو مصر او عبرها إلى أي بلد آخر.
ومن أسف فان العرب المشغول كل شعب منهم بهموم قطره، وما أكثرها وهو قد يتأسى لما يصيب الفلسطينيين، بعد أن كان النسيان يطوي فلسطين في “صفقة القرن” التي يحضرها الرئيس الاميركي (ترامب) مع رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو “لاحتلال” الوطن العربي جميعاً، بدءا بإرادة حكامه، وثم الهيمنة على قرار دوله العديدة.. حتى يستفيق العرب، مع الامل بأن الجزائر ومعها السودان بداية جدية ـ لتاريخ جديد.