بعيداً كنت، عند التخم الأخير للصحراء العربية، في اليمن، فلم تصلني الرصاصة فتستقر بين الصدغين إلا في اليوم الثالث، وبعدما كانت اخترقت أصداغ العرب جميعاً…
ولقد جأرت باللوعة والغضب والشهادة ضد القتلة، لكنني عجزت عن إيصال صدى الصرخة من قبل، بفضل أولئك الذين يمنعون عنا التواصل ثم يبيحون دمنا وأرضنا وسماءنا لكل قادر على تصفيح عروشهم ورؤوسهم ضد الثورة والثوار.
فعذراً يا رفيق الألم والحلم، الأمل والعمل، يا المباركة جراحك وآياتك وريشتك المقدسة…).
أفق، أيها الفارس، فما آن بعد أوان أن تترجل لترتاح وتريح!
أفق، فالناس ينتظرون صوتك مؤذناً فيهم، وقد عودتهم أن تكون موعد الصحوة اليومية، والبوصلة التي تدلهم دائماً على فلسطين، على الوحدة، على الثورة، وتنقذهم من اليأس وخوف الضياع وراء قادة الانحراف الذين يجربون ألف مرةفي اليوم أن يسحبونا بعيداً عن أحلامنا هذه التي كانت، قبل بعض الخيانات، أهدافاً في متناول السواعد الفتية السريعة الطلقات!
أعرف أنك الآن تمارس بعض مكرك، أيها الساذج إلى حد الإيلام!
اعرف إنك تتأملنا جميعاً، تشفق علينا: تكاد تبكي من أجلنا لولا إنك تكره البكاء، “فالبكاء هزيمة، ومن إذا نحن بكينا سيستمر مقاتلاً الهزيمة والمهزومين”؟!
اعرف أنك تكاد تغادر غيبوبتك لتهتف بنا، من خلف تلك الابتسامة المرروة إياها:
“ايش يا خوي؟! ليش مستغربين؟! الشوم عليكم! أتريون أن أفيق؟! طيب، أنا بحالي، ولكن متى تفيقون أنتم؟ متى تفيقون؟! متى تفيقون؟!!”
… واعرف أنك تريد صمتاً مطلقاً وهدوءاً شاملاً لأنك تطاردهم وتتصارع مع أشباحهم، تحاول أن تمزق الأقنعة من فوق وجوههم ليراها الناس عارية بلا أصباغ ثورية، سوداء كما النفط، كما الهزيمة، كما ضمائرهم، كما سياساتهم، كما جريمتهم في لندن!
هدوءاً، إذن، فناجي العلي يحقق الآن المستحيل، ويعيش أعظم تجلياته: إنه الآن قد توحد مع ذاته، إنه الآن “حنظلة” بشخصه المضغوط كما كلمة “لا” المقدسة!
ولأول مرة فإنه يعطي الناس، الآن، وجهه، فلا يقابلهم بظهره كتحريض على الرفض!
“كنتم تريدون أن تروه من زمان، وكنت أرفض وأريدكم أن ترفضوا العادية.. كنت أرفض، وأريدكم أن ترفضوا أن نكتفي بالفرجة، بالشكل، وننسى المضمون، كنت مسافراً مع الحلم، أمخر عباب اليأس والعجز والفراغ، مصراً على بلوغ ساحة النصر. كانت النجمة فوق، نغمزني بعين “وداد”، تشدني من ريشتي، كما كانت تفعل “ليال” وهي صغيرة، تعدني بأن تريني – وبأم عيني – الحلم الذي أعرف تفاصيله كما أعرف ملامح وجه أمي.
“ولأني كنت أحب الناس اللي تحت فلقد كنت أريدهم أن يتسلقوا الفضاء معي، وأن يغادروا مقاهيهم الصغيرة العابقة بالدخان والخيبات والمرارات ونثار الأحلام الموعودة…”
… ولقد كنت تنتظرهم ، يا حنظلة الورد، أيها الساذج إلى حد الإيلام، كل يوم، بل كل ساعة، وفي كل مكان: تتلفت حيثما كنت، وتدور بعينيك بحثاً عن أشباحهم، وتكاد تقول إنك تحس بهم مقبلين نحوك، متدثرين عتمة الليل متنكبين شهوة القتل، وكثيراً ما أصخت السمع لتستوثق من أن زحفهم قد قاربك، فها وقع أقدامهم يلامس أذنيك وهم يتلصصون ليقاربوا المقاتل في جسدك، وها هو حفيف أثوابهم يخالط الهواء وقد تكاثف بأنفاسهم المكتومة بالإثارة والشبق إلى دم الضحية!
ولعلك، يا حنظلة الورد، قد هتفت من خلل الدوي المهيب، حين مسك اللهب في الموقع الأعز، لون بشرتك، وبينما الطلقة تسعى لاهثة بين صدغيك: وصلتم أخيراً؟! هيا فلننه الأمر لكي تكون البداية!
ما أروع أن تعانق الموت وتحتضنه فيهرب منك وتبقى! ما أروع أن تكون حاضراً بكل ذرة فيك، بكل خلية، فتسمع وترى وتعرف… يخترقك الدوي ثم يتباعد صاخباً مرعداً، وتبقى هادئاً يهسهس دمك وهو يتقاطر ليرسم اللوحة التي لما تبدعها ريشتك!
ما أعظم أن تستمر ماشياً بتقدمك وجهك وشرف الرسالة، ويتراجع الرصاص والقاتل المأجور يحاول أن يختبئ ويخبئ سيدة السفاح من نور عينيك، ومدار عينيك باتساع الدنيا وقوة النفاذ فيهما كتلك التي كانت لزرقاء اليمامة، تنكشف لوهجما الأستار، حتى وأنت تتهاوى لتتحصن بدمك العربي، وما أعظمه حصناً لك أنت الذي طالما جربته سيفاً فما نبا مرة ولا فله ظالم أو منحرف أو طاغية معلم!
… ولقد كنت تنتظرهم دائماً، يا حنظلة الورد: في صيدا وعينها الحلوة، في بيروت، وعلى الطريق بين المخيم وبين المخيمين، في الكويت ثم في لبنان، وعلى الطريق بين “المقهر” وبين “المهجر”، في كل الأمكنة وكل الأزمنة وفي الفسحة المستبقاة خارج المكان والزمان لفلسطين العربية وأمك ووداد والريشة المضيئة ولسائر الأحبة.
أوتظن إنك وحدك الذي لا يعترف بالحدود بين أقطار الأمة الواحدة، والقادر على أن يتخطى الحدود الكرتونية جميعاً بالكفرة المشعة والمذيبة لحواجز العسس والجمارك والمباحث والمخابرات ومنافقي السلطات بالأجر أو بالتطوع؟!
إنهم، هم، “أمميون” إن كنت قومياً، عربياً وحدوياً، تزاح من أمامهم الحدود جميعاً، الإقليمية والدولية، بين العرب وبين الفرنجة، بل بين هذا العالم وبين العالم الآخر يوفدون إليه من رأوا في وجوده هنا مجلبة للضرر على الناس!
لقد صادروا الأوطان، يا أبا خالد، ثم اشتروا المنافي، والخير… ولله الحمد.. وفير يكفي لشراء أي مكان في القارات الخمس،
صادروا الأوطان بمن فيها وما فيها. صادروا حق الحياة وحق المنية. صادروا الماء والهواء ونور الشمس والقضية. صادروا الأحلام والأفكار والتمنيات والذكريات الحميمة. صادروا الأدمغة والأذرعة ومدى الرؤية. هم أمامك، خلفك، فوقك، تحتك، عن يمينك، على يسارك، في داخلك. هم الممثل والمغني والمذيع والراقصة وضابط الإيقاع والجمهور. هم حارس المرمى وقلب الهجوم وجناح اليمين وجناح اليسار والكرة والملعب والحكم. هم الهم والفرح والحزن ومصدر النكتة ومرجعها.
… وأنت، يا حنظلة الورد، ترسمهم!
ولكنهم هم الرسامون، ونحن نقوش على ورقهم.
تجعلهم خنازير، وبراميل تجعلهم، تنفخ لهم كروشهم، تمزق العباءات لتفضح حالات الاغتصاب والسرقة، أو تسحب عن رؤوسهم الكوفيات والعُقل فتعري زورهم وتزويرهم ونهج الانحراف.
تنكش بريشتك الضعيفة المرصود والمخبوء من سوءاتهم ومخازيهم فإذا المتشدق بالإسلام كافر وزان وخادم البيت الأبيض، وإذا المتزعم باسم التحرير باحث عن خياة يبيع بها الأرض العربية مقابل السلام الإسرائيلي، وغذا…
ثم إنك، يا حنظلة الورد، ترسمهم بأشكال منفرة، بينما غيرك من “المصورين” ينقلون ملامحهم عن مجلات راقية مثل “بلاي بوي”، أو أقله عن “تايم” و”نيوزويك” و”باري ماتش”،
صحيح إنك مشوّه مشوّه يا ناجي العلي،
تبيع الناس أحزانهم وهم هاربون إلى لحظة فرح وهمي ينسون فيها أو يتناسون مرارة واقعهم والمتسببين في إدامته، وعجزهم هم عن تغييره!
-أهكذا يكون الكاريكاتور؟! أيكون الرسم بأن تغرز الريشة في جرح تستنزفه مزيداً من الدم؟! وأين البسمة الساخرة، وأين الضحكة الرائعة إذن؟! ومتى يتاح للمحكومين أن يتسامروا بمباذل حكامهم إن لم يمنحهم الرسام ظرفاً ليس فيهم؟!
… ولقد كنت تنتظرهم، يا حنظلة الورد، حتى وأنت – بعيد – في لندن!! فأنت تعرفن مثلنا، إن المنفى الحقيقي في هذا العصر هو الوطن. وطالما إننا ملغون كمواطنين فلا وطن لنا لا في الداخل ولا في الخارج. وسيف السلطان طويل طويل، يلف من حول الكرة الأرضية باتساعها ويطالك حيث كنت. لذا فالأفضل أن تختصر الطريق وتواجهه حيث هو، حيث يجب أن تكون أنت ويجب ألا يكون هو. فالأرض بمداها لا تتسع لنا ولهم.
بل لعلك كنت تحفظ غيباً وعن ظهر قلب صيغة الخبر الذي سيذاع ذات يوم، وتردده في سرك، ساخراً ممن كتبه سلفاً، وتكاد ترفع صوتك به دهشاً لبطء التنفيذ بينما عودنا طغاتنا إنجاز “وعودهم” بتصفية أعدائهم، أعداء الله والوطن والعائلة والسياسة المقدسة!
… ولعلك كنت تتساءل في تلك الساعة: ترى ماذا أخرهم؟! هل أصابهم، لا سمح الله، مكروه فكفوا عن مطاردة الفكرة البكر والكلمة الحبلى بالمعنى وإرادة التغيير ونجمة الصبح الواعدة بغد عربي أفضل؟! هل عادوا فقرروا العفو عما تبقى من الصحافة ومن تبقى من المبدعين، كتاباً ومفكرين ورسامين وصحافيين؟!
في أي حال، لقد أذيع الخبر، يا ناجي، وبالصيغة التي توقعتها وانتظرتها طيلة سنوات القحط والجفاف: “اطلق مجهول النار، صباح اليوم، في لندن، على رسام الكاريكاتور العربي المعروف حنظلة الورد، بينما كان في طريقه إلى مكتبه ليرتكب رسماً جديداً بحق جلاديه”…
جهل، يجهل، جهلاً فهو حاكم، وبالنار قام حكمه ويدوم… وبالنار يطارد المعارضين أو المعترضين أو المترددين في تأييدهم، ولو كانوا في بروج مشيدة.
و”مجهول” هنا “نكرة”، وناجي العلي معرفة،
والعلاقة بين النكرات والمعرفة علاقة قاتل بمقتول، تماماً كعلاقة الجهل بالحكم والنار، وعلاقة العلم بالإنسان والنور.
ولعلك قد ضحكت، بعدما استوعبت الموقف، فترددت في الشارع الإنكليزي أصداء ضحكتك المتفجرة: – لويش يا خوي كل هذا التعب؟! إرم هذه اللعبة وتعال نشرب القهوة!
… ولقد سألوني عنك في المغرب، الأدنى والأوسط والأقصى، سؤال “المرابط” الذي أفقدوه سيفه وقضيته وهويته ثم وجدها جميعاً ووجد نفسه فيك، في حنظلة الرافض المرفوض من حكام الأمر الواقع المفروض.
وحدثوني عنك في اليمنين، ولست أعرف أيهما السعيد، حديث المحب المشوق إلى معرفة المزيد عن فارسه الداعية والمبشر ونافخ البوق بالدعوة إلى الذات وتغيير الواقع تمهيداً للمواجهة مع العدو.
أما في مصر فأنت الذاكرة والذكريات وضمير المستقبل، تراك ابنها في فلسطينيتك، وتراها أمك في عروبتك، يقدمك رساموها الأماجد على أنفسهم كأستاذ وأنت تتواضع بأدب التلمذة عليهمز
كنت أجدك قدامي حيث ذهب، في سوريا التي يعيش فيها بعض أهلك، في ليبيا التي جعلت رسومك شعارات لثورتها، في تونس، وفي الجزائر، في أقطار الخليج الضائعة المضيعة حتى أعلامها.
واغفر لي إن أنا اعترفت بأنه كان يأخذني الزهو بشرف الزمالة، فالكل يشير إلينا مجتمعين ومتوحدين فنحن معاً في نظرة القمح والرمح، الفرح والجرح، المبنى والمعنى، كلمات الأغنية ونبض الأمنية وخط السير والبوصلة الهادية.
إذن فلقد نجحت يا حنظلة الورد، فأكدت وحدة هؤلاء جميعاً في الوجع ووحدة فهمهم لمصدر الوجع.
ولأنك نجحت كان لا بد أن نخاف عليك. فما دمت قد صرت رمزاً وحدوياً فإنهم سيخافون منك إلى حد القتل. كن انفصالياً وتشدق بالثورة كما شئت، فالأمر ينتهي بخرقة ملونة ونشيد مسروق واقتتال على السلطة حتى يشيب الغراب.
كن إقليمياً وأجعر بالاشتراكية ما حلا لك الجعير، وتطرف إلى حد تأميم صناعة القباقيب. كل ذلك زبد وقبض ريح أو قبض ريالات أو دولارات لأنك لن تستطيع حرق المراحل الصعبة “إلا بالعملة الصعبة التي مصدرها واشنطن المنورة”.
ولأنك نجحت إلى هذا الحد، يا حنظلة الورد، فلقد صرت مشاعاً كالنور والهواء والعتابا والميجانا وحداء الأجداد، لم تعد رسومك ملكاً لجريدة تعمل فيها، بل صار بوسع أي صحافي في أية صحيفة عربية أن ينقل رسومك، خارج الأرض المحتلة (؟) وداخلها، من دون استئذان، فهو إنما يعمم بلاغاً ثورياً ولا يتجرأ على حق يحتكره الغير بالثمن.
للمناسبة: صحيحاً كان حدسك وحكمك الدائم يا ناجي، فأبناء الأرض المحتلة يرون أوضح مما نرى، ويعرفون أكثر مما نعرف، فالأمور عندهم بسيطة تماماً محددة تماماً، الأبيض أبيض والأسود أسود ولا مجال للرمادي التافه والعالم قسمان: العدو ومن معه والأرض ومن فيها ومعها ولها. لذا فقد جهروا باسم القاتل فوراً لم يتطلب الأمر منهم تحليلاً واستقصاء واستنتاجاً وتدقيقاً في الظروف والمعطيات والعوامل الموضوعية، فمن يهدر الأرض هو هو من يهدر دم أبنائها في كل مكان.
هل آن للتغريبة أن تنتهي يا المهلهل في زمن الهزيمة؟
هل آن للزير سالم أن يعود شاهراً دمه ضد آل جساس الذين يتحكمون الآن في يومنا وفي غد أجيالنا الآتين على طريق الشوك وألم المخاض في زمن الصعوبة والهزيمة والجدب؟!
عم صباحاً، إذن، أيها الفارس الذي لم تزده غربته إلا عروبة، وسلاماً إلى جراحك التي سنجعلها أناشيد لأطفالنا تدلهم على أنفسهم، على تاريخهم على أرضهم وعلى مكامن الأعداء المتربصين بأحلام حنظلة الورد.
… ويا حنظلة الورد،
ستظل ترسمهم كما هم،
وسنظل نكتبهم كما هم،
لن نتحول إلى نقاش فوق قماش الأوسدة المخصصة لمومساتهم والمحظيات،
ولن نتحول إلى حروب يجمعونها فينظمونها قصائد في تعظيم إنجازاتهم وحقهم في استعبادنا واسترهاننا مع الأرض والتاريخ والمستقبل.
سنسقط عصرهم بالريشة ولو ضعيفة، بسن القلم ولو مهيض الجناح، بالكلمة ولو خافتة، بالفكرة ولو هامسة، بالحركة ولو بطيئة، بهذا القدر من الصحافة ولو بقي منا واحد أحد!
لن نسمح، بعد اليوم، بأن نكون حروفهم. سنكتبهم نحن بأسمائهم ولو خدشنا حياء فتياتنا، وسنرسمهم بملامحهم ولو أثرنا تقزز مستمرئي الحياة تحت نعالهمز
إنهم لا يستطيعون أن يطعنوننا في الظهر، لأننا أبداً لن ندير لهم ظهرنا.
لتحمل وجوهنا جميعاً الندوب المقدسة. لتستقر وسمة الجرح الغائر في الخد الغائر في هذا الزمن الغائر، فهذه علامة الصح.
ليست هذه أوسمة فخار ومجد. لتسقط الأوسمة جميعاً. الأوسمة للجبناء والهاربين من ميدان المواجهة مع العدو. هل حمل صلاح الدين أوسمة كسدادات الكازوز التي ترصع صدور جنرالاتنا المهزومين؟!
للمناسبة: كل عام وأنت طيب يا ناجي العلي، ففي مثل هذه الأيام قبل ثمانمائة سنة انتصر صلاح الدين في حطين ووضعت نقطة النهاية لعصر الاحتلال الاستيطاني الصليبي في أرضك، أرضين أرضنا فلسطين.
ارني، لكي أطمئن إلى سلامتك: أما تزال قادراً على أن تخرج لهم لسانك؟!
وسلام إليك يا حنظلة الورد، ونحن برغم البعد قريبون منك قريبون، قاب جرحين أو أدنى.
وسلام على الدم الطاهر ينثر ضوعه في أربع رياح الأرض، من أجل أن يكون لنا غد أفضل..
ولسوف يكون مثل هذا الغد… فلقد استحققناه بدمائنا.
وها قد أنجز ناجي العلي ، حنظلة الورد، رسمهم بدمه وبالجرح الغائر في خده الغائر وبالفكرة المضيئة التي طردت الرصاصة من بين الصدغين!
بحث
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
المقالات ذات الصلة
© 2024 جميع الحقوق محفوظة – طلال سلمان