خبر اليوم: لم تعترف أية دولة عربية (إضافية) بإسرائيل!
وهو خبر مفرح، عربياً، في زمن الانهيارات المتوالية وإنكار الذات كمدخل إلى “قلب” العدو (سابقاً)..
وبعيداً عن التفاؤل الساذج والمبالغة في تفسير بعض التصرفات “الرسمية” بالتمنيات وليس بدلالاتها الفعلية فلا بد من تسجيل الوقائع التالية:
1 – لم يكن مؤتمر الدار البيضاء “حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” نجاحاً إسرائيلياً مطلقاً، مع أنه كان تظاهرة سياسية وإعلامية ناجحة تدلل على فداحة الاختراق الإسرائيلي للعرب، في مشارق أرضهم ومغاربها، خصوصاً وهم يتم تحت المظلة الأميركية.
2 – لم تكسب إسرائيل أرضاً عربية جديدة، من خلال ذلك المؤتمر، بل لعل تصرفها الاقتحامي واللغة الأبوية التي تحدث بها إسحق رابين، والمطالب المحددة التي صاغها شيمون بيريز على شكل مشروعات “مشتركة”، قد نبهت بعض العرب إلى خطورة ما يُطلب منهم، ناهيك بما سوف يطلب لاحقاً.
3 – تكفي مراجعة الموقف المصري المتشدد، نسبياً، أو التدقيق في أسباب الجفاء السعودي، مع تسجيل التحفظ القطري، لإعادة النظر في الأحكام المطلقة التي صدرت عشية انعقاد ذلك المؤتمر مصورة إياه على أنه نقطة الختام في الصراع العربي – الإسرائيلي.
4 – ويجيء التحفظ التونسي الذي أعلنه، أمس، زين العابدين بن علي ليوحي بأن الاندفاعة الإسرائيلية قد بلغت مداها الأقصى، وأن تراجعها متوقع بعد اليوم أكثر من المزيد من الاختراقات.
هل هي صحوة متأخرة، أم أنه تعبير عن الندم على الاستعجال في التورط؟! أم أنه مجرد رد عصبي على إلحاح إسرائيلي سمج ومتجاوز لحود القدرة؟!
هل خفت الحماسة بعد ما تعرف أولئك الحكام “العرب” إلى إسرائيل وجهاً لوجه، وسمعوا منها ما يؤكد لهم أنهم غير موجودين في تصورها لمستقبل المنطقة إلا كمقاطعجية يستوفون لحسابها الضرائب من رعاياهم – رعاياها العبيد؟!
هل تحرك الإحساس بالمصلحة فاستشعر أولئك الحكام ورجال الأعمال “العرب” أنهم مغبونون في العلاقة الجديدة التي يغيب عنها التكافؤ وفرصة تعديل الميزان بما يناسب طرفي المعادلة؟!
وبعيداً عن العواطف يمكن التساؤل: هل تنبه الحاكم التونسي أو السعودي أو القطري إلى أن موقفه المتسرع سيلحق أذى أكيداً بإخوانه في سوريا ولبنان، من دون أن تكون له أية فائدة مباشرة من ذلك الأذى… بل لعله سيؤذي أخاه ويتأذى معه ولمصلحة إسرائيل وحدها؟!
أم تراها النتائج الملموسة لموقف الصمود السوري (واللبناني) والتي كان أبرزها ما سبق ثم ما رافق زيارة الرئيس الأميركي بيل كلينتون لدمشق، والتعديلات المهمة التي طرأت على لهجته وطرحه لعملية السلام فيها؟!
أياً تكن الأسباب فلا بد من تسجيل هذا التطور وكأنه “مكسب” عربي،
فما لا يخسره العرب هو ربح مصفى، في زمن التبرع بالأرض والإرادة والمصير!
بحث
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
المقالات ذات الصلة
© 2024 جميع الحقوق محفوظة – طلال سلمان