لكل قوة باغية “صومالها”! أو “حقل الرمي” لتجربة سلاحها الجديد وفرض سياستها العنصرية “القديمة”.
لإسرائيل جنوب لبنان وبعض البقاع الغربي، مع احتمال التوسع حتى تخوم بيروت أو “الحدود الدولية” مع سوريا.
وللصرب (ومن معهم) مسلمو البوسنة والهرسك الذين عز نصيرهم في الغرب والشرق، وفي المؤسسات الدولية وصولاً إلى الجمعيات الخيرية كالتي تعنى بالمعاقين والمتخلفين عقلياً.
وللإمبراطورية الأميركية القائدة الصومال تمارس فيه، بلا قيد، حقها في تحديد حدوده و”رسم” دولته والرؤساء، و”إنقاذ” أهله الجائعين ولو بواسطة صواريخ “الكوبرا” إياها.
فالتطابق بين الولايات المتحدة في ظل إدارة بيل كلينتون وإسرائيل “الاعتدال” بزعامة “العاهل” إسحق رابين لا يقتصر على السياسة بل هو يشمل الميادين كافة، الاقتصادية والعسكرية و”الثقافة” وأساليب العمل والاجراءات التأديبية بحق المعترضين حيثما وجدوا.
والطائرات الأميركية كما الصواريخ الأميركية جاهزة لتوكيد التطابق في جنوب لبنان، ك ما في جنوب مقديشو، وفي قلب بغداد التي يراد جعلها “عبرة لمن يعتبر”، كما في طرابلس الغرب من قبل واليوم وربما غداً.
فإذا ثار المحتلة أرضهم في جبل عامل وقاوموا المحتل الإسرائيلي حوّل هذا المحتل “شريكه الكامل” الأميركي من “وسيط نزيه” و”قوة دفع” للمفاوضات إلى ناقل رسائل تهديد إلى سوريا، بكل ما يعنيه ذلك من افتئات على كرامة لبنان كما على سيادة سوريا ودورها القومي، ومن تزوير لهوية المعتدي وتجن إضافي على المعتدى عليه.
وبينما تمزق “الكوبرا” الأميركية بالطيار الإسرائيلي فيها سماء لبنان واستقلاله، وتتهاطل قذائف الموت الأميركية عبر المدافع الإسرائيلية على بيوت الفلاحين الفقراء في جبل عامل وأرزاقهم، تتعالى تهديدات رابين بالويل والثبور وعظائم الأمور… متى رحل دنيس روس، الآتي لإنقاذ المفاوضات من مأزقها الإسرائيلي!
وعلى الضفة الأخرى للبحر الأحمر تمزق صواريخ الكوبرا الأميركية “أشباح” الجياع الصوماليين، وهي تمضي في تنفيذ خطة “الغزو الإنساني”!
ومع الفوارق في المواقع فإن قذائف الغضب الأميركي – الإسرائيلي – الأوروبي تنهال على كل من يرفض الاحتلال، سياسياً كان أم عسكرياً، مكشوفاً كان أم مموهاً بأهداف إنسانية.
لقد تحول “الغزو الإنساني” للصومال عن مهمته المعلنة إلى معركة ثأر شخصي بين الكاوبوي الأميركي بيل كلينتون و”المتمرد” الصومالي محمد فرح عيديد.
وبذريعة الانتقام من هذا “القائد” الذي يفتديه الصوماليون بصدورهم؟! يتساقط يومياً عشرات القتلى من فقراء الصومال بالنار الأميركية “المقدسة” التي جاءت لتعطيهم – مع الأكل وعبره – حياة جديدة ترفرف عليها أعلام اقتصاديات السوق والديموقراطية بالتعددية السياسية!
تماماً كما يتم تدمير العراق، بشكل منهجي، وتمزيق أواصر الوحدة بين أبنائه، وتقطيع أوصال أرضه، بذريعة الانتقام الأميركي من صدام حسين الذي يؤكد كل ساعة إنه لم يخرج على الطاعة ولا يفكر بالخروج!
إنها سياسية “الكوبرا” فإذا طالت المسافة فصواريخ “كروز”، وسيف “السلطنة” الأميركية أطول بما لا يقاس من سيف السلطنة العثمانية.
والخيار هو هو: الخضوع أو الإبادة!
أليست هذه “مقبلات” شهية لمفاوضات “السلام” في واشنطن؟!
… خصوصاً وقد توحد الأميركي والإسرائيلي كلياً فانعدمت الفواصل بينهما كما تعكس حقيقة الوفد الخالص في يهوديته والمتطرف في صهيونيته والذي جاء ليقنعنا بأهون الشرين!
… وعلينا أن نختار قبل أن يتركنا دنيس روس (أو مارتين أنديك) لإسحق رابين!
وقديماً قيل: الخيرة في ما اختار الله!
بحث
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
What's Hot
المقالات ذات الصلة
© 2024 جميع الحقوق محفوظة – طلال سلمان