ارتدى لبنان الرسمي ولبنان – المجتمع الثياب المخططة، أحمر وأزرق وأبيض، وفقاً للتعليمات، وقصد الحشد دارة السفير الأميركي في اليرزة للتهنئة بعيد الاستقلال.
لم يتخلف أحد، لم يمرض أحد، فالكل كان حريصاً على إظهار فرحته باستقلال الولايات المتحدة الأميركية… في الهيمنة على العالم. والغياب موقف، والموقف مكلف، والناس مع الواقف فكيف إذا اقترن الدولار بالسيف؟!
خلال الانتظار الطويل على الطريق إلى الدارة، وعند حواجز التدقيق والتفتيش والتثبت من عدم انتحال الصفة، تسنى للمسؤولين والقادة وأصحاب الرأي أن يسمعوا من الإذاعات أخبار الغارات الإسرائيلية المتواصلة على معظم الجنوب.
كذلك فقد اتسع الوقت أمامهم ليخبر واحدهم الآخر أن “ورقة الخمسين ألف ليرة” قد أنزلت إلى السوق، وأن ورقة المائة ألف ستكون بتصرف الجمهور مع نهاية هذا الشهر، وهذا دليل لا يدحض على ارتفاع قيمة ورق النقد اللبناني في ظل خطة النهوض الاقتصادي.
أما البشارة فكانت تنتظر الجميع في الداخل، حين ناداهم السفير مارك هامبلي بالعربية، طالباً إليهم الانتباه، لإبلاغهم أن ملكة جمال لبنان غادة الترك، والتي باتت بين عناصر الصراع العربي – الإسرائيلي هي ضيفة شرف في الحفل الفخم لسفارة الدولة الوحيدة التي تتمتع بالاستقلال في عالم النظام العالمي الجديد.
… وشعار هذا العالم: جاكيت زرقاء فوق بنطلون أحمر أحمر، وربطة مزركشة ووردة نية وزغرودة من هامبلي!
بحث
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
المقالات ذات الصلة
© 2024 جميع الحقوق محفوظة – طلال سلمان