بتاريخ 5 كانون الاول 1947 كتب ميشال شيحا في جريدة لوجور الفرنسية وشرح في مقالته خطر الكيان الصهيوني على العالم فقال: “إنّ قرار تقسيم فلسطين لانشاء الدولة اليهودية لمن أضخم الاخطاء في السياسة المعاصرة، إن امراً كهذا وان بدا يسيراً في الظاهر فلسوف تستتبعه عواقب غير متوقعة وليس من باب امتحان العقل اذا قلنا ان هذا الحدث الصغير سيسهم في زعزعة اسس العالم”.
هذا ما قاله ميشال شيحا يومها وهو من الاعمدة الاساسية التي صاغت الدستور اللبناني سنة 1926 والذي لا تزال بصماته موجودة في دستورنا الحالي وميشال شيحا كما يعلم الجميع هو من الاوائل الذين عملوا على وجود لبناننا الحالي.
سردت ما قاله لاتوقف عند نقطتين اساسيتين:
الاولى لـذكره لـ”الدولة اليهودية” وليس الاسرائيلية وهذا ما اسمها اليوم و”زعزعة اسس العالم” وهذا ما نعيشه اليوم.
الفكر بحر مليء بالالوان والاشكال ولكن نادراً ما نجد فيه جواهر ثمينة اذ انها ترسو عميقاً عميقاً لا يصل اليها الا من اوتي معرفة ورؤية وميشال شيحا رأى قبل 70 سنة ونيّف ما يحدث بنا اليوم: دولة يهودية وبالاسم تزعزع اسس العالم.
والثانية فيا يهود العالم إن كان لكم ثأر فاذهبوا وخذوه من قبر هتلر وأتباعه.
ويا يهود العالم كل القضية أنكم طردتم الفلسطيني من بيته وقبعتم فيه.
ويا يهود العالم كان لكم في وادي أبو جميل “كنيس” أَعدنا ترتيبه وتجميله مع انكم هجرتم الوادي ولم يعد لكم وجود في بيروت.
وفي منطقة السوديكو في بيروت لكم مقابر حافظنا عليها واحترمنا موتاها رغم كل الذي جرى لنا ولم نقم بجرفها كما فعلتم بمقابرنا في القدس وحولتموها إلى ملاعب للكلاب وإن لم تصدقوا (فغوغل) يفيدكم.
ويا يهود ميشال شيحا على حق … إنكم الآن تزعزعون الكيان العالمي.