أخطر “مرض” يحمله علي عبد الله صالح في عقله وتركيبة نظامه هو “صدام حسين”!
أن كثيرين، داخل اليمن وخارجها، ينظرون إليه على أنه “ميني صدام حسين”، فيه التشوهات الشخصية ذاتها، على واقع يمني أكثر تخلفاً بالمعنى السياسي والعسكري من العراق.
الآن، على باب عدن والمكلا، هي اللحظة التاريخية أمام علي عبد الله صالح لإعلان البراءة من صدام، ولغثبات أنه “وحدوي” لا موسع بالقوة لحدود مملكته القبلية، وأنه قادر على التمييز بين “الفخ” وبين “النصيحة” الأميركية، والأهم: أنه مستوعب لدروس التاريخ الذي يشهد أن كثيراً من الانتصارات العسكرية قد انتهت بهزيمة سياسية ساحقة.
فليس علي عبد الله صالح هو “الشمالي” “قاهر الجنوبيين”، ولكنه اليمني الموحد قاهر “الانفصاليين”، واليمنيون جميعاً أهله وسنده ومصدر عزه ورئاسته، خصمه هو خصم دولتهم الواحدة وحقهم في التقدم.
وليس علي عبد الله صالح هو “محرر” عدن والضالع وأبين وشبوة وحضرموت، ولا هو “الفاتح” المتسامح. لقد فرضت عليه الحرب فقاتل من أجل اليمنيين جميعاً وباسم اليمنيين جميعاً، و”النصر” – إن كان ثمة نصر – الليمن والليمنيين وليس لشخصه. فبقوة الوحدة في عدن والمكلا وسائر المدن والقرى اليمنية انتصر، وليس بقوة جيشه “الشمالي”.
علي عبد الله صالح أمام الامتحان الأعظم خطورة الآن. لقد جاء الزمن الصعب، وعليه أن يثبت أنه في مستوى شعار عظيم كالوحدة وليس صورة ممسوخة عن طاغية مهووس بالسلطة وبتوسيع “ملكه” سواء أكان اسمه صدام حسين أم له لقب ملكي يتمسح بأذيال الكعبة.
بحث
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
المقالات ذات الصلة
© 2024 جميع الحقوق محفوظة – طلال سلمان