بينما تتعالى الضجة والاحتجاجات حول البرامج السياسية في المحطات التلفزيونية، ومن بينها نشرات الاخبار، تتبدى مفارقة لافتة وهي ان هذه البرامج هي الأقل كلفة والأقل إتقاناً، بشكل عام، والأقل فائدة بالتأكيد.
النشرات الاخبارية تتشابه، غالبا، حتى التطابق، وليس فيها خبر خاص أو سبق، من هنا يقتصر الاختلاف في التقديم الذي يحمّل او يُضمّن »شبهة« الموقف السياسي لأصحاب المحطة، سواء تمثّل بالجنوح الى الموالاة او الجهر بالاعتراض اللفظي.
كذلك فالبرامج السياسية بمجملها »قاعدة«: مذيع يسأل ومسؤول يجيب ومشاهد قد يتدخل، لكن »الشفوي« هو الأساس، والتعليق يغلب على التحقيق.
ومع ان معظم المحطات المحلية تشتري حق إعادة البث للنشرات الاخبارية في محطات التلفزيون الفرنسية، من دون سبب مفهوم، وتبثها كاملة ومن دون تدخل او اختيار يراعي اهتمام المشاهد في لبنان، فإن مدى الافادة من تجارب الآخرين تظل محدودة جدا ومقتصرة على الشكل.
ومع ان البرامج السياسية في التلفزيون اللبناني عموما تفتقر الى السياسة، فقد أثارت اعتراضات »دولية« واحتجاجات »عربية« و»عصبيات« محلية، فكيف لو أنها كانت »سياسية« حقاً؟!.
ماذا، مثلاً، لو انها تعرّضت للحياة الشخصية لأي من الحكام او أشباه الحكام؟!
مسؤول لبناني كبير علّق على محنة الرئيس الأميركي كلينتون بالقول: لو كان الاعلام عندنا يتمتع بعشرة في المئة من حرية الاعلام الاميركي لافتضح أمرنا جميعاً، ولربما كان مصيرنا السقوط، أدام الله علينا نعمة الكذب »الشرعي« و»المشروع«.
»ط. س«
بحث
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
المقالات ذات الصلة
© 2024 جميع الحقوق محفوظة – طلال سلمان