عن الحب والحب والحب
غد أخضر لعيني الحياة..
للحياة عينان زرقاوان موشومتان بقلب من ذهب اخضر.
العينان واسعتان حتى لتقدر ان تقرأ فيهما ما سوف يكتب عن اسرار الخليقة.
العينان مرآتان كاشفتان لا يقدر على عبورهما مخاتل او لص او متنكر للون بشرته او خارج على ارضه.
العينان مفتوحتان بمدى الدنيا، يغللهما حزن الانكسار، ولا يغلقهما إلا دمع انتظار الانتصار المستحيل.
في الحدقة من العين قلب، وفي قلب القلب صور لأولئك الذين اعطوا كثيراً ولم يأخذوا الا قليلاً وأحببنا فيهم الحياة، وأحببنا لهم الحياة، وأحببنا معهم الحياة.
العينان منصتتان أبدا، تنتظران صرخة الولادة في مصر، وتسمعان وجع العراق، ويصلهما انين الجزائر، وتتلهفان لهمس الياسمين في دمشق، وتصغيان لما يتردد في صنعاء التي لا بد منها وإن طال السفر.
العينان تختزنان صورة الغد، وتميزان بين المقبول والمرفوض في كل ما عرفته بين نيويورك وطوكيو، وبين باريس وروما ولندن، لذلك يصعب معهما حوار الأمس والغد: لقد اتعبهما التحريض على كشف ما احتجب عن الناس او حجب.
*****
صار للعينين عينان جديدتان.
تستحق اللثغة التي تقول كثيراً ان نلاقيها عند تخوم الكلام لتخبرنا من سنكون.
يستحق الحب ان نعيش له، فهو من اجلنا كان وبنا يزهر ويعطي ثمراً شهياً. تستحق الحياة ان تسمع ذلك النداء الاجمل من كل غناء: ماما!
الناس كثيرون، لكن حبك أكثر.الناس غابات من الشجر البري أحيانا، لكن بلبلا واحدا يشجيهم فيحملون قلوبهم فوق ايديهم ويفتحون عيونهم ليروا الطريق الذي تاهوا عنه.
*****
للحياة عينان زرقاوان موشومتان بغد اخضر…
ما أبهى ان نستخلص حياتنا وحيوات الآخرين من قلب الوجع، ان نهزم الموت، ان نبتدع للحياة حياة، ان نلد للحياة حياة، ان نجدد الحياة بإرادة الحياة التي ليس لها اسم آخر غير الحب.
للحياة عينان زرقاوان موشومتان بحب اخضر.
للحب الاخضر وجه مبهم الملامح بعينين ما تزالان في طور اختيار اللون، ولكنهما تضجان بالأمل، وتفجران بثرثرتهما طفولتنا ضحكا موصولا.
لهفي على من يفهم لثغة هذه التي عيناها أكبر منها،والتي تلاغينا بكلمات اشجى من الحب فتعلمنا معنى الحياة.
للحياة عينان زرقاوان موشومتان بقوس قزح، اوله الحب وآخره الحب وليس بين اوله وآخره الا الحب والحب والحب.