• الرئيسة
  • الافتتاحية
  • مع الشروق
  • من أقوال نسمة
  • السفير العربي
  • هوامش
  • ضيوف الموقع
على الطريق :: طلال سلمان
على الطريق :: طلال سلمان
  • الرئيسة
  • الافتتاحية
  • مع الشروق
  • من أقوال نسمة
  • السفير العربي
  • هوامش
  • ضيوف الموقع
هوامش

في ذكرى ابتسامة الشهيد

طلال سلمان
هوامش
Posted on أبريل 11, 2018

Share

دخل عليّ في مكتبي كمجاهد مكلف بعملية استشهادية.

كان عابساً، متعجلاً، صارماً في اوامره للمصور.

قلت له: هل لديك وقت لنتعارف، قبل أن نبدأ الحوار.

قال باقتضاب: انا حمزة .. من المنار

سألت : والعائلة؟

قال: الحاج حسن..

قلت: يعني من عنا.. من حوش النبي؟

فوجئ قليلاً، فاكتفى بأن هز رأسه، ثم قال: هل نبدأ؟!

قلت: ولماذا انت متعجل؟ الا تريد أن نتعارف؟ هل تحاور من لا تعرفه؟ أن عائلتك من اكبر العائلات في بلدتي شمسطار..

لاح طيف ابتسامة على شفتيه، لكنه اخفاها بسرعة.

سألته: هل علموكم أن الضحك حرام؟

اتسعت ابتسامته، وعاد اليه وجه الفتى غض الاهاب.. ثم قال بنبرة اعتذار: أبداً، ولكنني استعد للذهاب، بعد ساعات، في مهمة جهادية..

سألت : إلى أين؟

قال بنبرة زهو: لأغطي تحرير القصير. انني اتعجل الذهاب لأكون إلى جانب رفاقي المجاهدين وهم يتقدمون لتحرير القصير من الكفار والضالين الذين احتلوها وشردوا أهلها..

قلت: هذا يعني أنك لن تشارك في القتال؟

أدرك انني احاول استفزازه فقال لي: وأنت، الا تعتبر أنك، من موقعك هنا لا تشارك في الجهاد؟!

ابتسمت، فانفجر ضاحكاً وقد احس انه سجل نقطة علي.. ورأيت امامي فتى جميلاً بعدما اضاءت وجهه ابتسامة عريضة..

قلت: تصلح الآن صورتك كعريس… أليس لك حبيبة في حوش النبي؟

انفجر ضاحكاً، بينما غمرت حمرة الخجل وجنتيه،

تابعت ممازحته فقلت: هل تسمح لي بأن اسميها؟

اندفع نحو النافذة وهو يخفي وجهه بيديه مردداً: لا، لا، لا..

ثم تمالك نفسه وعاد يقول لي: هل تسمح بأن نعود إلى العمل، عندي امور كثيرة عليّ أن انجزها قبل أن اتوجه لأداء مهمتي على الجبهة..

قلت له ما رأيته مناسبا، ثم عدت إلى موضوع خطيبته، فشعت ابتسامة حتى اضاءت وجهه، ورويت له بعض الطرائف فضحك بسعادة، ثم اكتسى وجهه بملامح الجد وهو يسألني: كم مرة التقيت سماحة السيد؟

قلت: تكرم عليّ بلقاءات كثيرة..

فتنهد وهو يقول:

هنيئاً لك.. اما انا فآمل أن اراه عن قرب، ذات يوم.

حين انتهى التصوير رافقته حتى المصعد، وحين عدت إلى مكتبي وجدت أن حمزة قد نسي بعض ابتساماته عندي، واحتفظت له في ذاكرتي بصورة تليق بالشهيد.

بعد يومين او ثلاثة، بلغني خبر استشهاده مع رفيقيه محمد فنتش وحليم علو، خلال عملية اقتحام القصير لتحريرها.

رحم الله كل الذين امنوا بربهم فزادهم هدى ومنحهم شرف الشهادة من اجل ما يؤمنون بأنه الحق والعدل على طريق الغد الافضل..

كلمة القيت في نقابة الصحافة في ذكرى استشهاد حمزة الحاج حسن وزميليه، بدعوة من اصدقاء الشهيد، في 11 نيسان 2018.

مشاركة

Facebook
fb-share-icon
Twitter
Tweet
Pinterest
WhatsApp
في ذكرى ابتسامة الشهيد

previously

ليس لفلسطين الا دمها.. الجامعة مقفلة والقمة مشغولة بغيرها
في ذكرى ابتسامة الشهيد

up next

عناقيد الغضب

اترك رداً على محمد ماجد إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 Comments
  • YOUSSE ANDALIIB
    أبريل 14, 2018

    كان حمزة ككل حمزة مغوارا جادا امينا حادقا لطيفا جديا وطفلا بريئا ومقاوما شرسا لالالالا يخاف ولا يابه ولا يتوانى
    ابن المنار ومنارة الشباب مقاوم اصيل انيق تقي حبيب خليل
    تونس المقاومة
    يوسف

    Reply
  • محمد ماجد
    أبريل 12, 2018

    مقال مؤثر جدا حتى اني اثناء القراءة شعرت نفسي وكأني كنت معكما وابتسمت

    Reply
  • علي
    أبريل 11, 2018

    الشهيد استشهد بمعلولا وليس في القصير وهو من شعث وليس من حوش النبي والشهيد من ال منتش وليس فنتش . التعليق لتصحيح المعلومات ليس اكثر

    Reply

بحث

النشرة البريدية




أحدث المقالات

  • ايها اللبناني: لست انسانا بعد
  • ضرورة الحرب من أجل السلام
  • من يستطيع نزع سلاح المقاومة وقولوا لنا كيف؟
  • داخل الفرن!
  • الإرهاب الامبراطوري غذائي وأمني وثقافي

الأرشيف

  • يوليو 2022 (2)
  • يونيو 2022 (13)
  • مايو 2022 (15)
  • أبريل 2022 (21)
  • مارس 2022 (14)
  • فبراير 2022 (15)
  • يناير 2022 (21)
  • ديسمبر 2021 (20)
  • نوفمبر 2021 (1)
  • أكتوبر 2021 (22)
  • سبتمبر 2021 (26)
  • أغسطس 2021 (18)
  • يوليو 2021 (19)
  • يونيو 2021 (20)
  • مايو 2021 (18)
  • أبريل 2021 (21)
  • مارس 2021 (23)
  • فبراير 2021 (29)
  • يناير 2021 (35)
  • ديسمبر 2020 (28)
  • نوفمبر 2020 (38)
  • أكتوبر 2020 (33)
  • سبتمبر 2020 (43)
  • أغسطس 2020 (42)
  • يوليو 2020 (43)
  • يونيو 2020 (44)
  • مايو 2020 (73)
  • أبريل 2020 (82)
  • مارس 2020 (62)
  • فبراير 2020 (43)
  • يناير 2020 (49)
  • ديسمبر 2019 (57)
  • نوفمبر 2019 (61)
  • أكتوبر 2019 (88)
  • سبتمبر 2019 (60)
  • أغسطس 2019 (62)
  • يوليو 2019 (76)
  • يونيو 2019 (62)
  • مايو 2019 (54)
  • أبريل 2019 (48)
  • مارس 2019 (46)
  • فبراير 2019 (46)
  • يناير 2019 (50)
  • ديسمبر 2018 (47)
  • نوفمبر 2018 (53)
  • أكتوبر 2018 (49)
  • سبتمبر 2018 (37)
  • أغسطس 2018 (67)
  • يوليو 2018 (71)
  • يونيو 2018 (58)
  • مايو 2018 (55)
  • أبريل 2018 (51)
  • مارس 2018 (50)
  • فبراير 2018 (46)
  • يناير 2018 (50)
  • ديسمبر 2017 (49)
  • نوفمبر 2017 (48)
  • أكتوبر 2017 (61)
  • سبتمبر 2017 (52)
  • أغسطس 2017 (59)
  • يوليو 2017 (67)
  • يونيو 2017 (46)
  • مايو 2017 (54)
  • أبريل 2017 (60)
  • مارس 2017 (74)
  • فبراير 2017 (31)
  • يناير 2017 (8)
  • ديسمبر 2016 (6)
  • يوليو 2016 (1)

تغريدات

Tweets by talalsalman

© 2018 جميع الحقوق محفوظة - طلال سلمان