لم يألف الجمهور العربي أن يسمع تصريحات مباشرة للملك سلمان بن عبد العزيز يتصدى فيها بالهجوم على دولة أو حكومة أو حزب سياسي فاعل ومؤثر مثل “حزب الله” في لبنان.. خصوصاً وأن هذا الحزب، ومنذ سنوات طويلة شريك فاعل في الحكومات اللبنانية جميعاً، ويحاول، بالتالي أن يوفر لها فرصة النجاح، وليس من مصلحته أن تفشل.
لذلك اشتدت الحيرة على الخبراء في سياسات مملكة الصمت والذهب، التي لم تعلق على التحاق دولتي الإمارات والبحرين المجاورتين واللتين لا يمكن أن تخرجا عن طاعة المملكة المذهبة.. خصوصاً في موضوع يتعلق بالقضية المقدسة: فلسطين!
ثم أن من تقاليد مملكة الصمت والذهب ألا يتورط ملوكها في مواقف محرجة، بل غالباً ما يقفون وقد أعطوا ظهورهم لوزرائهم او للأمراء الهامشيين وهو يتفوهون بما قد ينتقص من هيبة الملك!
صحيح أن العالم جميعاً قد “فهم” من إقدام وزيري خارجية البحرين والإمارات على الذهاب إلى واشنطن لنجدة الرئيس الأميركي ترامب في معركته لتجديد ولايته، ولكنه لا يفهم أن ترتكب المملكة المذهبة خطيئة مماثلة، وفي هذا السياق يمكن فهم هجوم الملك، شخصياً، على “حزب الله”، الذي لا وجود له في المملكة، ولا في الإمارات المجاورة، كما أنه لا يملك أي تأثير على سياسة المملكة المن ذهب.
من هنا بات الاحتمال الأرجح الإفتراض أن الملك سلمان يريد أن يمهد الطريق لنجله- ولي العهد الأمير محمد بن سلمان (الذي خلع ابن عمه الأمير محمد بن نايف لكي يحل محله) ليكون الملك القوي معززاً بالدعم الأميركي الإسرائيلي، أي بتأييد العالم أجمع..
خلع أمير من هنا، وخيانة قضية مقدسة من هنا فإذاً محمد بن سلمان ملكاً للصلح مع العدو الإسرائيلي.. أما فلسطين فيمكنها أن تنتظر.