.. ولقد بدأت الزفة، رقصاً ودبكة وغناء مع دوي صاعق للطبول قبل أن نبدأ الحفر في البحر، حيث دلت الدراسات على اول بئر بحثاً عن النفط في المنطقة المباركة بالصهر المذهب جبران باسيل..
أطل رئيس الجمهورية، شخصياً، يزف إلى اللبنانيين البشرى بالحدث السعيد، وسارع “المختارون” من أعضاء الهيئة الوطنية للنفط والغاز إلى محطات التلفزة يزغردون فرحاً، وربما عقدوا حلقات الدبكة احتفالاً بهذا المولود المرتجى.
ولقد بشرنا فخامته بالقضاء على الفقر في لبنان، قريباً جداً..
كما أكد فخامته أن لبنان سيعوم فوق بحر من الذهب، لا يهم أن يكون اسود او ابيض..
الأهم أن لبنان سيدخل نادي الاغنياء، شأنه شأن ممالك النفط والغاز واماراتها (السعودية، دولة الامارات، الكويت وقطر ذات الغاز..)
ولأن اللبنانيين مبدعون فقد باشر بعضهم التطوع لبيع النفط لمن يحتاجه، او يستدين على حساب الثروة التي ستتفجر من ارض وطن الارز وتنهي عصر الفقر والشقاء والاضطرار للسفر إلى دول الخليج والمملكة المذهبة لكي يبيع عرق جبينه ويتحمل الاذلال من اجل أن يعود بما يبني به بيتاً او يفتح مطعماً او مقهى، إذا ما، “نقشت” معه وحظي برعاية رب عمله الذي تزيد ثروته عما تعلمه في المدرسة من فنون الحساب والهندسة والرياضيات عموماً.
مبروك للبنانيين الذي تعودوا على أن تأتيهم المصادفات، السياسية او الجغرافية كما هي الحال الآن، بأكثر مما يأملون!
ومن اوكل امره إلى الله لم يخذله..
ومن طلب العلى، ولو في البحر، لبت المصادفات الجغرافية والتاريخية والتبصير بالورق او بالزهر طلباته جميعاً..
وقديما قيل: توكلوا تجدوا، ونقبوا يأتيكم النفط غزيراً من الارض بجبالها وسهولها وصولاً إلى اعماق البحار.