أثبت شعب لبنان وحدته في مختلف المحافظات، فضلاً عن بيروت التي يتلاقى فيها الجميع، ويؤكد استعادة شوارعها وساحاتها من “سوليدير” والنهابين الذين اشتروا احياءها وقلبها وضواحيها بالمال المنهوب، واخرجوا منها اهلها الذين كانوا اهلها دائماً إلى الضواحي القريبة والبعيدة (عرمون، بشامون، الجية، الزلقا، جل الديب، اما الاغنياء فإلى فوق ثم إلى فوق الفوق الخ).
أثبت شعب لبنان وحدته وتمسكه بالحياة الكريمة في وطنه.
لم ترفع الجماهير غير العلم اللبناني راية يستظل بها الجميع، وغنوا مع النشيد الوطني اللبناني بعض اغاني فيروز وجوليا بطرس، والشيخ امام من نظم الشاعر المبدع احمد فؤاد نجم، كما رددوا في المدن والبلدات جميعاً نشيد الشعب العربي “موطني..”
تجنبت الجماهير الشتائم وتسمية المسؤولين المباشرين عن الازمة الاقتصادية-الاجتماعية التي تكاد تسد امامهم ابواب الأمل في الغد وتدفع بهم دفعاً نحو المطار.. للرحيل من الوطن إلى أي مكان يقبلهم ليعطوه عرق الزنود والجباه.
لم يتعرض الجمهور المليوني لأي من “الزعماء المحترمين”، بمن فيهم الرؤساء والوزراء والنواب الحاليون والسابقون، وان كانت الأغاني والاناشيد والحركات الراقصة بما فيها الدبكة والرقص..تعنيهم وان تحاشت، حتى اللحظة، تسميتهم ، معتمدة على ذكاء الجمهور.
باختصار: لقد حولت الجماهير تظاهرات اعتراضها ونقمتها على السلطة إلى اهازيج وشعارات مرتجلة ولكنها اوضح تعبيراً من أي نص مكتوب!