مع كل شمس يتطوع الرؤساء ـ زعماء الطوائف واتباعهم في الوزارات والإدارات، في المجلس النيابي والحكومة، في الأجهزة الأمنية والبلديات، لنفي احتمال قيام دولة في وطن الإبداع والإشعاع الذي يستعصي حكمه على أهله، ويسهل قياده على الأجنبي بمصالح طوائفه.
إن الحكام في هذا النظام كثيرون بحسب مقامات الدول ومدى نفوذها في الداخل ومن حوله: معظمهم وكلاء لمن اختارهم وزعمهم، وبعضهم مجرد غطاء للنفوذ الأجنبي، لكن هذا لا يمنع أن يقتسموا معه جبنة السلطة وامتيازاتها وعطاياها ولو بنسبة واحد إلى عشرة او مئة او الف..
السفارة اهم من الحكومة، والقائم بالأعمال يمكن ان يقوم بأعمال “الدولة” جميعاً، بينما الرؤساء والوزراء والنواب وزعماء الطوائف وقبضايات الاحياء يهتفون بحماسة: كلنا للوطن! للعلى والعلم!
ننتظر أن يصلنا اسم رئيس الجمهورية..
وننتظر أن يعلن تشكيل الحكومة الجديدة في العواصم البعيدة قبل أن يعرف في بيروت.
يتم تخريب التعليم بوعي لمصلحة الخارج وزبانيته في الداخل..
تتكاثر الجامعات كالفطر ويتعاظم جهل طلابها، الا من كدس آباؤهم “المال الحلال”، كرشاوي واعطية و”شرهات” فيمكنه أن يحمل ابناءه إلى المطار ليشيعهم وهم ذاهبون ببطاقة بلا عودة إلى البلاد البعيدة التي تذلهم بجنسيتها المعظمة قبل أن “توفدهم” إلى اوطانهم كخبراء يخدمون كعبيد لمن علمهم بالثمن..
الاحزاب دكاكين للطوائف لا تنجب رعايا بل قوافل من العبيد,
والنقابات وكالات بالأجر للزعامات المؤبدة..
والوطن في سوق النخاسة يباع ويشترى بالمناقصة، ولا يهم نوع العملة: أهي دولار ام يورو ام دينار مذهب ام ريال تفح منه رائحة النفط.
عشتم وعاش لبنان..