أسقطت ادارة دونالد ترامب في واشنطن آخر “حاجز” مفترض يفصل بينها وبين دولة الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين..
فبعدما ألغت هذه الادارة مساهمتها في موازنة وكالة الغوث الدولية (التي انشئت في الاصل لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين اساساً ومن ثم سائر اللاجئين الذي شردتهم الاعتداءات على اوطانهم او الحروب فيها)..
..وبعدما ضاعفت مساعداتها العسكرية والاقتصادية لإسرائيل..
…وبعدما استخدمت وسائل الضغط المختلفة على السلطة الفلسطينية، الضعيفة اصلاً، والتي لا يتعب اهل النفط والغاز العرب من إتعابها اكثر، والتي يكاد يضيعها الانقسام داخل الصف الفلسطيني الذي يجعل “حماس” (ومعها الجهاد الاسلامي) “تستقل” بقطاع غزة.
… وبعدما نقلت سفارتها من تل ابيب إلى القدس في اشارة تشجيع لسائر الدول للحاق بها، في خطوة خطيرة تماثل اعلان الحرب على العرب كافة، دعماً لإسرائيل وتمكينا لاحتلالها.
ها هي ادارة ترامب تلغي اقامة السفير الفلسطيني في واشنطن وتطلب مغادرته، مع البعثة الدبلوماسية، .. وخلال مهلة لا تتجاوز الشهر، حتى يغادر مع جميع من يذكر بفلسطين وقضيتها ويعتمد كممثل لشعبها الذي كان مشرداً، والذي ما زال مشرداً.
المخزي والمؤلم انه لم يرتفع أي صوت عربي بالاحتجاج او اللوم، حتى لا نقول بالتهديد .. بالرد بالمثل، أي بطلب مغادرة السفراء الاميركيين، مثلاً، او بالامتناع عن استقبال الموفدين ـ عسكريين ومدنيين ـ .. إلى أن يُعاد النظر في هذا القرار الهمايوني، والذي شكل عدوانا اسرائيلياً جديداً بعنوان اميركي، على العرب مجتمعين..
ونقصد “عرب السلطة” الذين يتنصلون مرتين في اليوم، صباحاً ومساء، من هويتهم العربية.