تذهب “حكومة ائتلافية” وتأتي “حكومة ائتلافية” جديدة بالرئيس ذاته ومعظم وزراء الحكومة السابقة اياهم، فيصيح المنافقون مهللين للعهد الجديد ولحكومة الاصلاح والتطهير.. ويطل، عبر الشاشات، بعض الوزراء الجدد الذين جاءتهم المقاعد الوثيرة مكافأة على التزامهم طاعة ولي الامر، قائد تنظميهم الذي كان حربيا هدم نصف البلاد فصار مسالماً ومبشراً بالإصلاح وصاحب مشروع نهضوي لا يشق له غبار..
…ويواصل النقد الوطني تدهوره، ويستمر الدولار في الصعود ملتفاً على اعناق المواطنين كحبل المشنقة..
مع ذلك تتوالى تصريحات الوزراء القدامى منهم والجدد في الحكومة الثلاثينية، لتطمئن الرعايا إلى أن الاقتصاد بخير، ونقدهم الوطني بخير لولا تآمر الدولار الاميركي عليه بتحريض من العدو الاسرائيلي الملعون في كل كتاب.
وفي حين يتساءل الناس: لماذا الحكومة من ثلاثين وزيراً، بكامل رواتبهم والتعويضات وبدلات السفر الخ.. بينما جربت البلاد مختلف انواع الوزارات: من 4 وزراء، بمن فيهم صاحب الدولة ـ الرئيس، وعشرة وزراء، و12 وزيراً و16 وزيراً الخ.
إن مجموع رواتب هذا الجيش من الوزراء (30 وزيرا) في بلد صغير لا يزيد عدد سكانه عن اربعة ملايين نسمة، ربعهم مغترب، تكفي لإطعام أالآلاف من الفقراء على مدار السنة، خصوصاً إذا ما احتسبنا “مكافآت” المرافقين من المنتمين إلى الاسلاك العسكرية (جيش وقوى أمن)، فضلاً عن سياراتهم الفخمة التي لا يدفعون على ادخالها الرسوم الجمركية، كل هذا، فضلاً عن الاكراميات وشوفات الخاطر والهدايا الثمينة التي ينالونها بدل “الخدمات” و”الشفاعات” المشروعة! والتدخل “الودي” في اعمال القضاء الخ..
القاعدة هي هي دائماً: من معه يعطى ويزاد ومن ليس معه يؤخذ منه.
عشتم، وعاش لبنان..