لا تتعب نبيهة محيدلي من الحب، حب الاطفال تحديدا، ومن ابداع الجديد من الافكار لقصص تُمتعهم بقدر ما تُعلمهم من دون اللجوء إلى “قضيب الرمان”.
لكأنها تعيش لهم، تحاول تعويضهم النقص الفاضح في معرفتهم، ومن ثم في إلفتهم مع لغتهم الام، العربية، إلى حد اجادتها، وعدم التهيب امام قواعدها وكأنها الغاز، وعدم الخوف منها وكأنها بعبع وبالتالي سبب السقوط في الامتحانات او عدم القدرة على الفوز بعلامات جيدة، بل وممتازة، كما ينبغي أن يكون.
انها كالنحلة، تصل الليل بالنهار والاطفال، بل الاولاد، شغلها الشاغل، تفكر بهم ولهم وتشجيعهم على التفكير بمفردهم. تُبدع القصص اللطيفة القريبة من اذهانهم، وتكتب ما تفترض انهم يفكرون فيه او انهم سيستفيدون منه في دراستهم او في معلوماتهم العامة وما سينفعهم في حياتهم اليومية وفي علاقاتهم بعائلاتهم وزملاء دراستهم مع محيطهم، فضلاً عن إغناء الخيال وتشجيعهم لكسر حاجز الخوف من التعبير عن أنفسهم بتأثير الوهم بأنهم لا يعرفون.
نبيهة محيدلي فازت، نتيجة ابداعها، بالعديد من الجوائز في معارض عربية معروفة تهتم بأدب الاطفال، وهذا ما مكّنها من الاستمرار في انتاج الجديد من الكتب بقصص ممتازة تُغني المخيلة.
الآن، تقف نبيهة محيدلي امام معضلة انفضاض الجمهور عن الورق ساعياً إلى الآلة السحرية ـ (الكومبيوتر)، التي التهتمت الكتب والصحف والمجلات بعدما سحبت جمهور القراء إلى مداها غير المحدود فارضة حصاراً خطيراً على اللغة بجماليتها، شعراً ونثراً، موفرة فرصة الهرب من قواعدها وضوابطها إلى اللهجات المحكية التي تتعدد وتتبدل ليس باختلاف البلاد بل باختلاف الاحياء في المدينة الواحدة او القرى في المحافظة الواحدة.
حرام أن يعاقب الاطفال بتحريضهم على انكار هويتهم التي تشكل اللغة المقدسة اهم ركائزها.
نبيهة محيدلي: أيتها المبدعة حيث قصّر الآخرون، لك التحية.