سكنت “عرسال” وجداننا منذ زمن بعيد.
سكنت ببسالة أهلها الذين طوعوا الصخر فابتنوا من حجر جرودها أجمل البيوت، وأحالوا ارضها إلى جنائن تطعم اشهى الفواكه..
على أن الاخطر والاهم والاقدس أن شباب عرسال قد قدموا ارواحهم الزكية رخيصة على مذبح تحرير الوطن، سواء في مواجهة الفتنة في الداخل، او في مواجهة جيش الاحتلال الاسرائيلي على تراب الجنوب الذي اكتسب بعض قداسته من دمائهم مع سائر الابطال الشهداء..
وسكنت عرسال الوجدان بانتصارها على الفتنة والانعزال عن محيطها بعد استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري..
..ها هي عرسال تنتصر، مرة أخرى، بتحررها من المسلحين الذين اجتاحوا جرودها وبعض مخيمات النازحين السوريين في جوارها، وهي قد استقبلتهم كإخوة اشقاء يعيشون محنة التهجير نتيجة الحرب في سوريا وعليها..
اليوم، وعرسال تستعيد روحها وعافيتها بعد اجلاء المسلحين (وعائلاتهم) منها، يستحق اهلها التحية لصافي وطنيتهم وصدق عروبتهم، وهم الذين اقتسموا الرغيف مع اخوتهم السوريين، ولم يسقطوا في أفخاخ دعاة الفتنة الذين حاولوا تسميم علاقات اهل عرسال بأخوتهم في المحيط من حولهم، اهل اللبوة وراس بعلبك والقاع وصولاً إلى الهرمل..
مع الامل دائماً بأن تنتهي المحنة السورية قريبا ويعود المهجرون من اهلها إلى مدنهم وقراهم الذين اجبرتهم الحرب على مغادرتها.