طلال سلمان

طلال سلمان… خسارة قلم

مات أبو أحمد. عاش منذ إقفال «السفير» مرارة النهايات. أقعده الركون الى الهدوء والانسحاب من الأحداث وتراجع القدرة على التواصل والاتصال، قبل أن يهدَّه المرض. طلال سلمان علامة مميزة في تاريخ الصحافة اللبنانية. لماحٌ وقاسٍ، مرهف وجارح، خصم شريف شديد التحامل على مخالفي قناعاته معظم الأحيان.

رغم عثرات المقاربات، كان الهدف النهائي لطلال سلمان رفعة الانسان ومصلحة الفقراء ورفض الظلم سواء لحق باللبنانيين أم بالفلسطينيين. تختلف معه على التفاصيل وربما الأساسيات، لكن الودّ الدائم يعاود تقريب المسافات.

لم يُكتب لصحافيين كثيرين تأسيس صحيفة ورفعها الى مقام التنافس الأول مع السابقات والراسخات. فعَلها طلال سلمان في عزِّ فورة السياسة وغليان لبنان السبعينات بالأفكار والأحلام والأوهام. ناصرَ المطالبات الشعبية بالعدالة متماهياً مع شعبوية الخطاب القومي ليصير جزءاً من «الحرب الأهلية» والذراع الإعلامية لأحد أطرافها، لكنه حوَّل بعدها «السفير» منبراً للمصالحات واستيعاب الاختلاف والدعوة الصادقة الى الوفاق.

طلال سلمان، تفتقده الصحافة قلماً فذاً وتجربة سياسية وحياتية استثنائية، ويخسره أصدقاؤه ومحبوه وعائلته عنوان ثقافة وعاطفة ودماثة معشر ورغبة جامحة في حب الحياة.

كل التعازي الى أهله والى كل من مرَّ في خاطره الطيف الرهيف لطلال سلمان.

جريدة نداء الوطن

Exit mobile version