أن يتوفي مؤسس جريدة “السفير” اللبنانية الصحافي والكاتب طلال سلمان عن عمر يناهز الـ٨٥ عامًا، خبر قاس وصعب لا يتجرعه أهل العلم والصحافة، انه قدر محتوم هذا الموت غير المفاجيء، بعدما تملك المرض كبيرنا طلال.
غير أن عمر الحياة قليل عليه، ٨٥ عاماً فقط في الحياة، لا يمكن تقبله والركون الى محتومته، فالكبير الذي ترجل صهوة الحياة، كان بمقدور القدر أن يمدّ عمره بأعوام إضافية، ذلك أن جسد “السفير” كان الى الأمس، قامة وارفة تظلل الأيام بفيء الأمل ٨٥ عاما فقط، ليست كافية لهذا الركن الريادي في الحياة الثقافية والفكرية الصحافية.
قبل أشهر قليلة التقيت بطلال في مكتبه في مبنى جريدته “السفير” وسط شارع الحمراء، ومن اللحظة التي صافحته، بادرني للمزاح والقول، أنت الوحيد يا إسماعيل فقيه، لا أنسى بياضك يا شاعرنا الأشقر الجميل… فقد انطبع كلامه في ذهني وذاكرتي وروحي كما لو أنه الثقة الكبرى بالحياة واستمرارها.
ترأس طلال الذاكرة، لم تخونه ولم يخنها. بقيا كما هما، مرآة الحروف والكلمات، سيرة الدرب الطويل، والذي دونه، يوميا، في فسحته الشهيرة (على الطريق)، حتى الأمس آخر يوم في حياته.
وداعا طلالنا..
موقع جنوبية