تهوم الكلمات كطيور الليل مفتقدة المعنى ثم يندثر صداها في عتمة الصمت.
الكلمة أرق من ان تحتمل العبث. تنكسر تحت وطأته. ينفر المعنى من اللفظة فتصبح خاوية، يقرقع فيها الصوت كضوضاء فيكشف قائلها لسامعها وتبهت اللعبة فيصعب الاستمرار فيها.
للكلمات مجسات وشعيرات لاقطة، ولها أسلوبها في تعميم الفضيحة.
وفي الصوت يهجع الحس.
اما الأذن فنادراً ما يمكن خداعها.
على كل مليون من البشر ينجح ”ممثل” واحد، فيكلف بأن يحمّل نبرات صوته المعاني المضمرة في وجدان غيره.
لا ينقل الحب بالواسطة.
ولا تستطيع الألفاظ وحدها اعادة تشكيل مكامن الحس.
ليس الحب للمغني، ولا لكلمات الشاعر، ولا للنغم الموصل.
في دنيا الحب الأوسع من فضاء تترجع اصداء ملايين الملايين من الاغاني والقصائد والألحان بلوعة الجوى.. لكن المحب يسمعها بالصوت الذي يتقطر في أوردته نشوة.
لكن البعض يدخل المرآة فيستقر فيها متى سمع من يذوب رقة ويفرغ شجنه في كلمة ”يا حبيبي”.