منذ بعض الوقت تدور رحى معارك اعلامية في ظاهرها سياسية في مضمونها حول “العلاقات مع سوريا” وهل تستأنفها السلطة في لبنان ام تمضي في تجاهلها لواقع أن ثلثي حدود لبنان تتداخل مع الارض السورية.
عاشت سوريا مع الحرب فيها وعليها سبع سنوات دموية مرعبة، دمرت البنيان في أعرق مدنها وعلى امتداد حدودها مع تركيا (التي ما تزال عثمانية) كما مع العدو الاسرائيلي محتل فلسطين (وهضبة الجولان السورية) كما بعض البعض من الارض عند الحدود اللبنانية الجنوبية..
وها أن الحرب في سوريا وعليها توشك على الانتهاء، من دون أن تسقط الدولة فيها.
لكن بعض القوى السياسية في لبنان التي انتقلت، ذات يوم غير بعيد، من التحالف مع العدو الاسرائيلي، إلى التدافع على طريق دمشق واعلان التحالف معها ضد شركائها في الوطن الصغير، ترفض الآن إعادة العلاقات (التي لم تنقطع اصلاً مع دمشق، بدليل السفارتين في كل من بيروت ودمشق و”وزير الدولة”: في الحكومة اللبنانية الذي يزور دمشق، اسبوعيا، بتكليف من رئيس الجمهورية)..
“عنزة ولو طارت”..
.. لكن كبار المتمولين ورجال الاقتصاد والاعمال “رايحين جايين على الشام”، ومصالحهم وشركاتهم (التي يمثلها هناك بعض اهل النظام) بألف خير..
كذلك فان الرعايا اللبنانيين قد أعادوا وصل ما انقطع من صداقاتهم وعلاقاتهم مع “انسبائهم” و”اصدقائهم” في سوريا..
لكن بعض الساسة في لبنان من هواة مصارعة طواحين الهواء بالريال السعودي ما زالوا يرفضون “فتح الحدود” المفتوحة مع القطر الشقيق..
مع أن “بيوت ضيافتهم” في دمشق ما تزال مقفلة لا تفتح الا لهم، ولا “تمنح” لغيرهم بالسخاء الذي عوملوا به..
و”شام الله في ملكه” باقية بأهلها ولأهلها، وان اثقلت دماء ضحاياها كاهلها، واضاعت عليها دهراً من التقدم سيعوضه اهلها الذين بنوا معنا لبنان الذي لن يغادر “الاخوة” نكاية “بالمخابرات”!