طلال سلمان

شُكرًا طلال سلمان

ستظل تجربة طلال سلمان الصحافية في تأسيسه جريدة السفير  في 16 -3- 1974 تجربة رائدة   ونموذجية.

وهذا الأمر أعطاه سلمان من ذاته كلها. من منبته  واصالته وثقافته ومواقفه ورهانه الصعب والمستحيل. ولكنه اخترق واوجد للتجربة الموقع والمكانة والحيثية وكتابة فصل اخر في تاريخ االصحافة اللبنانية والعربية.

عرفت طلال سلمان من افتتاحياته في السفير عبر زاوية (على الطريق). وكنت المس في مقالاته ذلك المزج الموفق بين الأدب والسياسة.

وعرفته عن قرب عن طريق صداقة علمين مشتركين هما الروائي والأديب يوسف سلامة والمفكر والأكاديمي هشام شرابي.

كان يجرحه صدقه وصوته الخفيض ولكن يضحك من كل قلبه لنكتة طازة.

وهناك خلف العينين حزنا فائض  كأنه رأى الموت يلمع في عينيه ذات مرة. او بات يعرف ان هذا المكان  لا يشبهه او على الأرجح اخذ من ملامحه كثيرا.

اخبرنا غير مرة ان ابنته لاحظت كيف يتغير لسانه عفويا وتصبح لهجته بقاعية ما ان يتجاوز طريق ضهر البيدر. وانه يحمل لوالده الدركي الفضل والامتنان في انه عرف كل لبنان واهله من خلال تنقل  والده في القرى والمناطق.

واسرّ لنا انه لا يحب  السهر مع السياسيين بل مع الادباء ومع الوقت اصبح بيتوتيا.

يحرص طلال سلمان دائما  على الاطمئنان على الزملاء القدامى في الصياد والحوادث والجيل الأول الذي بدأ معه مغامرة السفير.

لا أزال احفظ عن المؤرخ الراحل كمال الصليبي قوله: “طلال سلمان هو من الاخصام الاوادم  الذين هم اعز من الأصدقاء احيانا”.

ذات مرة زرته في مكتبه في السفير برفقة الأديب المصري وديع فلسطين الذي استضافته بيروت وألقى محاضرة في دار الندوة حول “هجرة الادباء الشوام الى مصر”. تحدث طلال سلمان في تلك الجلسة عن الصحافة المصرية قديمها وحديثها بغيض وتواريخ ومحطات ورموز. ذهل وديع فلسطين وتأثر بسعة اطلاع سلمان ومعرفته لتفاصيل مثيرة في مصر ومناخاتها السياسية والثقافية والفنية. اعلق وديع فلسطين: هو انت كنت مراسل للاهرام  في لبنان ولا ايه”.

كرس طلال سلمان تعابير ومفردات في كتاباته فمثلا  فلسطين  هي الاسم الاخر للعروبة وبيروت هي الأميرة والضاحية هي النوارة والهزيمة ليست قدرا وعنونها لكتاب له بهذا الاسم.

في 4 كانون الثاني 2017 أقفلت السفير أبوابها وكتب طلال سلمان: “يحق لنا أن تلتقط أنفاسنا لنقول ببساطة وباختصار وصدق شكرا”.

نحن اليوم في وداعك نقولها لك ومعك شكرا طلال  سلمان.

موقع ألف لام

Exit mobile version